ترك برس
اعتبر تسفي برئيل، محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس،أن توسع النفوذ الروسي في أنحاء منطقة الشرق الأوسط سيساعد تركيا في إنشاء منطقة عازلة على حدودها مع سوريا لوقف تطلعات الأكراد لإقامة كيان مستقل على الحدود التركية، كما أنه يساعد إسرائيل في كبح إيران وأذرعها الميليشياوية في الاراضي السورية.
وقال برئيل في مقاله له نشرته الصحيفة بعنوان "الأخطبوط الروسي يمتد خارج سوريا" إن نفوذ موسكو أخذ ينتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط من ليبيا وحتى العراق ، ومن إسرائيل حتى سوريا بهدف توسيع نفوذها، ولتقديم بديل للوجود الأمريكي، ولاسيما في ضوء تقييمها أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم انتهاج سياسة انعزالية.
وضرب برئيل مثالا على توسع النفوذ الروسي باللقاء الذي عقده مندوبون عن حركة فتح وحماس والجهاد الإسلامي في موسكو مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافاروف، وإعلانهم في اليوم التالي عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعداد تشكيل جديد للمجلس الوطني الفلسطيني.
وأضاف أن ليبيا نموذج آخر لتوسع النفوذ الروسي، حيث التقى الفريق خليفة حفتر في مع مسؤولين عسكريين روس في الأسبوع الماضي على متن حاملة الطائرات الروسية كوزنتسوف، وأجرى اتصالا مع وزير الدفاع الروسي وطلب منه تزويد قواته بأسلحة حديثة، ووقع اتفاقا لبناء قاعدتين عسكريتين لقواته في طبرق وبنغازي.
وأشار برئيل إلى أن الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة وقوات حلف الناتو في ليبيا بعد أن ساعدت الثوار في الإطاحة بالقذافي منح روسيا فرصا كبيرة للدخول إلى ليبيا عبر تقديم المساعدات لحفتر، ما يسمح لموسكو بإقامة قواعد عسكرية واقتصادية في البحر المتوسط امتدادا لقواعدها في سوريا.
وقال برئيل إن التدخل الروسي في العراق يتوسع على الرغم من أن العراق تعد محمية إيرانية وتتعاون مع الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش وتحرير مدينة الموصل من يد التنظيم، لكن روسيا التي استبعدت إيران من سوريا لا تتردد في تحديها في العراق لاسيما بعد إخفاق محاولة التعاون العسكري مع إيران لاستخدام قاعدة همدان.
وفيما يتعلق بتركيا قال برئيل إن أهم تحول استراتيجي هو التحالف العسكري الاقتصادي الجديد بين روسيا وتركيا الذي أثبت نفسه هذا الأسبوع بمشاركة طائرات روسية وتركية في غارات على أهداف لداعش.
وتابع أن التحالف الروسي التركي الجديد دون مشاركة إيران أثمر أيضا عن اتفاق وقف إطلاق النار في حلب، ويبدو أن تركيا ستكون مستعدة للتنازل بشأن استمرار الأسد في السلطة على الأقل لفترة انتقالية، إذا دعمت روسيا في المقابل إقامة منطقة آمنة في داخل سورياعلى الحدود التركية، وهذه المنطقة ستساعد تركيا على كبح طموح المتمردين السوريين الأكراد في إقامة كيان مستقل على الحدود التركية.
وأضاف برئيل أن التعاون الروسي التركي يستغل أيضا الانسحاب الأمريكي من الساحة السورية، ويمنح روسيا دافعا مهما لتفعيل العملية السياسية التي ترغب في صياغتها بما يخدم مصالحها.
ورأى برئيل أن توسع النفوذ الروسي في الشرق الأوسط وتغيير الإدارة الأمريكية يلعب في صالح إسرائيل، فبعيدا عن التنسيق القائم بين تل أبيب وموسكو بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا وغض موسكو الطرف عنها، فإن روسيا قد تظهر كحليف ممكن لإسرائيل في جهودها لكبح إيران وأذرعها في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!