سامي كوهين -صحيفة ملييت- ترجمة وتحرير ترك برس
إن سياسة الابتعاد عن الغرب، وفي الوقت نفسه عدم قطع العلاقات معه بشكل تام، والمتبعة من قبل الحكومة التركية، في الحقيقة تتوافق مع الرأي العام لدى الشارع التركي، ونتائج استطلاعات الرأي لـ عام 2016، والتي أجرتها جامعة "قدير هاس" في عموم تركيا، تتوافق مع هذا الرأي.
استطلاع الرأي الذي أجري على نطاق واسع، ظهرت نتائجه قبل يومين، وتُظهر النتائج ازدياد أزمة الثقة اتجاه المؤسسات الغربية كـ "حلف الشمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي".
والأرقام التي ظهرت كانت كالتالي:
دعم العضوية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي انخفض من 65 في عام 2015، إلى 45.6 في عام 2016.
بحسب استطلاع الرأي الأخير، فإن أعداد غير الداعمين للعضوية في الاتحاد الأوروبي ارتفعت من 34 بالمئة، إلى 54 بالمئة.
وأعداد المؤمنين بحقيقة الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي أيضا انخفضت، إذ فقط 27 بالمئة من الشعب مازال لديه أمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وهناك تراجع أيضا فيما يخص استمرارية العضوية في حلف الشمال الأطلسي، فبينما كانت نسبة المؤيدين لاستمرارية العضوية في حلف الشمال الأطلسي "الناتو" خلال السنوات السابقة 70 بالمئة، انخفضت هذه النسبة إلى 58 بالمئة خلال عام 2016.
أعداد المواطنين الذين يؤمنون بأن الولايات المتحدة الأمريكية حليفة أو صديقة لتركيا انخفضت أيضا، فأعداد المواطنين الذين مازالوا يحسبون الولايات المتحدة الأمريكية كصديقة أو حليفة فقط 11.3 بالمئة، بينما بلغ أعداد الذين لا يوافقون هذا الرأي 88.7 بالمئة.
من يؤثر بمن؟
ليس مفاجئا أن نرى انعكاس المشاعر السلبية لدى الحكومة على الشعب التركي، فهذه نتيجة طبيعية لعدم حصول تركيا في نقاط حساسة عدة للدعم الغربي.
ومع ذلك فإن الأرقام التي أوردها استطلاع الرأي يشير إلى أن الشعب التركي لا يرغب بالانقطاع التام عن الاتحاد الأوروبي أو حلف الشمال الأطلسي، وفي حقيقة الأمر إن السياسة المتبعة من قبل الحكومة تتمحور وفق هذه الرؤية أيضا.
إن هذا التوازي يشرح طبيعة العلاقة بين الحكومة والرأي العام التركي. ولا شك هنا أن التأثير بين "الشعب والحكومة" متبادل، ولا بد أيضا من الأخذ بعين الاعتبار اتخاذ الدولة لأدوات مختلفة في هذا الإطار.
من هو الأفضل من الآخر؟
نتيجة أخرى مفاجئة أظهرها استطلاع الرأي، وهي أن الرأي العام التركي يدعم السياسة المتبعة من قبل الحكومة تجاه سوريا أكثر مما سبق.
أعداد الذين يعدّون السياسة الخارجية التركية تجاه الأزمة السورية ناجحة بلغت "34" بالمئة، فيما وصلت أعداد الذين يعدّونها فاشلة إلى 33 بالمئة، وربما السبب في ذلك هو اتباع الحكومة أساليب دبلوماسية جديدة فيما يخص حل الأزمة السورية.
وفي هذا الإطار 48.8 بالمئة من الشعب يؤيد عملية درع الفرات في سوريا، و28.6 لا يؤيدون ذلك، بينما بلغ عدد الذين لم يحسموا أمرهم بعد ما يقارب 22 بالمئة.
وفي السؤال الأخير الذي طُرح من قبل الجامعة في استطلاع الرأي، والذي كان مفاده: مع من يجب أن تتحالف تركيا؟ جاءت الإجابات على نحو ألا تتحالف تركيا مع أي دولة أخرى، وهذا يتوافق مع الإجابات التي طُرحت في السنوات السابقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس