برهان الدين دوران – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
قام رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "مايك بومبيو" بزيارة أنقرة قبل يومين. كانت زيارة "بومبيو" إلى تركيا أول زيارة رسمية يقوم بها خارج الولايات المتحدة الأمريكية عقب مكالمة هاتفية انتهت بنتائج إيجابية بين الرئيسين أردوغان وترامب يوم الثلاثاء الماضي. حيث كانت الغاية من زيارته مناقشة تفاصيل القضايا التي تناولها الرئيسان خلال مكالمتهم الهاتفية. والتي تتلخص بما يلي:
استراتيجية مكافحة تنظيم داعش, القيام بعملية مشتركة في منطقتي الباب والرقة, تشكيل منطقة آمنة بالإضافة إلى مسألة وحدات الحماية الشعبية.
سيتوضح المدى العملي لإرسال ترامب لـ "بومبيو" إلى أنقرة بعد أن أعطى مهلة 30 يوماً لوزارة الدفاع الأمريكية للتخطيط لعمليات ضد داعش, و 90 يوماً لتشكيل المنطقة الآمنة.
لا شك في أن نوايا الرئيسين "أردوغان وترامب" تهدف إلى إصلاح الضرر الذي لحق بالعلاقات الاستراتيجية الثنائية خلال فترة إدارة أوباما بعد عام 2013. إذ أجبر أوباما تركيا بسبب الدعم الذي قدمه لوحدات الحماية الشعبية على الاعتماد على مبدأ "التفاؤل الحذر" خلال مرحلة إصلاح العلاقات مع أمريكا.
وسيستند اجتماع هذه المصالح والسياسات إلى فترة تفاوض كثيفة على المستويات جميعها. وتطهير تركيا لمناطق أعزاز, جرابلس والباب من قوات تنظيم داعش خلال عملية درع الفرات هو السبب المادي في التمكن من عقد مثل هذه الصفقة.
كما تغيرت وجهة نظر أمريكا نظراً إلى أوضاع الساحة الحربية بعد أن كانت تعارض تقدم القوات المسلحة التركية لأكثر من 20 كيلو متر داخل الحدود السورية. وتحاول أنقرة إقناع إدارة ترامب على إنشاء أساس لتعاون واسع النطاق من خلال التخطيط لعمليات مشتركة للقوات الخاصة. لذلك لن يكون مفاجئاً إبرازعامل تركيا في المقدمة ضمن الاستراتيجية التي تتبعها أمريكا في مكافحة داعش.
ولكن الموقف الحرج سيكون حول كيفية انعكاس اتفاق جديد يتم الوصول إليه في مواجهة داعش على وحدات الحماية الشعبية.
أنقرة تطالب أمريكا بإنهاء العمل مع وحدات الحماية الشعبية بدءاً من عملية الرقة, وإخراج هذه الوحدات من منطقة منبج بعد إنهاء العلاقات معها.
إن استمرار إدارة ترامب في استخدام وحدات الحماية الشعبية سيولد توترات لا مفر منها. لكن من الضروري أيضاً إيجاد طريقة لتسيير الاتفاق ضد داعش دون إفشال مرحلة اتفاق أستانة المنعقد مع روسيا ايضاً.
أنقرة ستحاول السير في طريق يحقق لها أقصى حد ممكن من مصالحها في سوريا من خلال تحقيق التوازن بين واشنطن وموسكو. لكن من الممكن رؤية الوضوح في صعوبة هذا الأمر وارتباطه بتوازن المعادلة الإقليمية الجديدة أيضاً.
لا بد من توقع زيارة "بومبيو" لبعض العواصم الأخرى في الشرق الأوسط بعد إنهاء زيارته في أنقرة. وذلك بهدف تجهيز البنية التحتية للمواضيع التي قام ترامب بالحديث حولها عبر مكالمات هاتفية مع قادات المنطقة. وقد تكون الأردن والسعودية وبعض دول الخليج الأخرى ضمن هذه الجولة الإقليمية أيضاً.
في الواقع, هناك أمر آخر مهم, مختلف عن مكافحة داعش, يجب مناقشته بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية في الإطار الإقليمي. وهو هدف إدارة ترامب لرسم حدود جديدة لإيران التي ينظر إليها على أنها الممول الأكبر للإرهاب. الخطوة الأولى في أي سياسة رسم حدود دولة تبدأ بتحقيق الاتفاق بين استخبارات القوى المعارضة للدولة المستهدفة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس