رحيم إر - جريدة تركيا
اندحر تنظيم داعش من مدينة الباب وانتهت العملية بنجاح، نتمنى الرحمة لشهدائنا والشفاء العاجل لجرحانا، ونبارك للقوات المشارِكة هذا الانتصار العظيم. من جهة أخرى أشار الرئيس أردوغان إلى أن انتهاء عملية الباب لا يعني نهاية عمليات الجيش التركي في سوريا، إذ إنه وللحفاظ على أمن حدود دولتنا فإن الهدف سيكون مدينتي الرقة ومنبج بعد مدينة الباب.
تقع مدينتا الرقة ومنبج على ضفاف نهر الفرات بالقرب من الحدود السورية التركية. وبعد أن كانت تحت سيطرة تنظيم داعش تم الاستيلاء على مدينة منبج من قبل قوات سوريا الديمقراطية التي أنشأتها الولايات المتحدة والتي يقاتل تحت مظلّتها حزب الإتحاد الديمقراطي الذي يشكل الأغلبية بجانب بعض العرب والتركمان والآرمن. أما مدينة الرقة فتخضع لسيطرة داعش حتى هذه اللحظة. الولايات المتحدة مُكرَهة على قبول سيطرة القوات التركية بمشاركة الجيش الحر على مدينة الباب، لكنها ترفض مشاركة تركيا في عملية الرقة ومن جهة أخرى ترفض الحديث عن مدينة منبج التي قامت بتسليمها للوحدات الكردية على الرغم من تعهّدها لتركيا بانسحاب تلك الوحدات إلى شرق الفرات.
تحذر تركيا الولايات المتحدة من أنها "ستخسر تركيا" كحليف استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط بسبب عدم التزام واشنطن بتعهداتها وشعور أنقرة بالاحباط جراء استمرار الدعم الأمريكي للوحدات الكردية الذي ترى فيه أنقره مقدمة لقيام دولة كردية في الشمال السوري. من جهة أخرى تحتضن العاصمة الروسية موسكو "مؤتمر الأكراد" الذي دعت إليه الأحزاب الكردية المعادية لتركيا ولم تتم دعوة زعيم إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إليه نظرًا لعلاقاته الودية مع أنقرة. بالنظر إلى كل هذا نرى أن روسيا والولايات المتحدة تمدان يديهما للتعاون مع أعداء تركيا كما تحاولان التعاون مع تركيا في الوقت نفسه.
والأمر لا يتوقف عند هاتين الدولتين فقط فهناك العديد من الدول التي تحاول التدخل في شؤون المنطقة. كل من إيران، وألمانيا، وإنجلترا وفرنسا دول تختلف مع تركيا في وجهات نظرها فيما يتعلق بالمنطقة وتحاول التدخل فيها، بالإضافة إلى بلجيكا والنمسا اللتين تفتح أبوابهما للمنظمات الإرهابية التي تعادي تركيا. وهذا الاختلاف مع تركيا ليس حديث العهد وإنما منذ القدم.
على الرغم من كل هذا فإن موسكو وواشنطن وباقي الدول لا تستطيعان الاستغناء عن تركيا كحليف استراتيجي في المنطقة. إذ إن سياسة هذه الدول تحتّم عليها ذلك، لأنها لن تتخلى عن دولة يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة ولها وزنها في المنطقة من أجل التحالف مع بضعة الآف من العناصر المقاتلة.
لذلك لنكن متحدين وأقوياء لأنهم لن يستغنوا عن دولتنا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس