حسن بصري يالتشين - تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
لا تقتصر التحركات والنشاطات على الحدود السورية العراقية.
يشتد حصار مدينة الموصل العراقية.
من جانب آخر أجرى رئيس إقليم كردستان العراق زيارة مهمة إلى تركيا.
وأدرجت الإدارة التركية ورئيس إقليم كردستان العراق برزاني محاولة سيطرة حزب العمال الكردستاني على منطقة سنجار في جدول أعمالهما. حيث سيتم زيادة الضغط على حزب العمال الكردستاني في تلك المنطقة.
هناك تقارب بين أنقرة والبرزاني سببه عداء كلا الطرفين لحزب العمال الكردستاني. حيث يعيش برزاني هذه الأيام ظروفًا عصيبة في العراق. إذ أن المعارضة في الإقليم تصعب مهمته مع مرور الوقت، إضافة إلى وجوب تحمله مضايقات الحكومة المركزية في بغداد. أما تركيا، فهي تهدف إلى منع إنشاء كيان لحزب العمال الكردستاني شمال العراق وكيان لحزب الاتحاد الديمقراطي شمال سوريا. هذه الأهداف تدفع كلًا من أنقرة وبرزاني إلى الشراكة السياسية. ولكن هذا لا يمنع أن نسمع بعض خطابات برزاني المتعلقة بإقامة كيان كردي مستقل بين حين وآخر والتي تختار تركيا التزام الصمت تجاهها. إذ أن تركيا على علم أن هدف برزاني من هذه الخطابات هو الحفاظ على مكانته لدى الشارع العام وكسب تأييده له فقط.
القضية المهمة في هذا الوقت أن برزاني يقف بجانب تركيا في مواجهة حزب العمال الكردستاني.
يُرجّح أن تكون سنجارجسر يصل سوريا بجبال قنديل العراقية.
مهما يكن، فإن جبال قنديل تعتبر منطقة أكثر أمنًا بالنسبة لحزب العمال الكردستاني. هذا هو الوضع الحالي، لا ندري ما الذي سيحدث في الأيام القادمة.
يُحتمل أن يعمل حزب العمال الكردستاني على إنشاء جسر له يصل بين الشمال السوري والشمال العراقي.
من جهة أخرى انتهت آمال حزب الإتحاد الديمقراطي في الوصل بين المناطق التي يسيطر عليها ومنطقة عفرين بعد أن أحاطت قوات درع الفرات بمناطقه بعد أنتهاء عملية الباب.
ولكن جرت هناك بعض الأحداث المثيرة للاهتمام قبل يومين. حيث جرت مواجهات مباشرة بين قوات جيش النظام وقوات الجيش الحر في مدينة تادف جنوب الباب أسفرت عن مقتل 22 عنصرا من جيش النظام. في تلك الأثناء، انتشرت أخبار تفيد بتوجه القوات التركية إلى مدينة منبج. بعد ذلك، دخلت قوات النظام إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في مدينة تادف وفتحت ممر يصل بين مناطق حزب الإتحاد الديمقراطي ومدينة منبج. تعتبرهذه رسالة تهديد يوجهها جيش النظام السوري لتركيا تفيد بإمكانية تعاونه مع حزب الإتحاد الديمقراطي.
في خضم تلك الأحداث، بدأ الحديث في تركيا عن عملية الرقة يأخذ منحنى أكثر جدية. وفيما يتعلق بذلك عرضت الإدارة التركية على الإدارة الأمريكية خطة للتحرك المشترك. في حال لم تشترك تركيا بجانب الولايات المتحدة في عملية الرقة يُمكن أن تزيد الولايات المتحدة دعمها لحزب الإتحاد الديمقراطي. وهذا ما سيزيده قوة. لذلك ومن أجل منع هذا الدعم ومنع تحالف حزب الإتحاد الديمقراطي مع الولايات المتحدة قدمت تركيا للإدارة الأمريكية خطة للتحرك المشترك. ولكن من جهة أخرى فتح قوات النظام لممر يوصل إلى مدينة منبج جنوب مدينة الباب يثير القلق، وكأنه تم إغلاق الطريق أمام القوات التركية للوصول إلى مدينة الرقة.
هذا الكلام ليس صائبًا، بل وعلى العكس تماماً لأن القوات التركية لن تدخل مدينة الرقة عبر مدينة الباب وإنما عبر منطقة أكتشاكاليه أي من منتصف المنطقة التي يحاول حزب الاتحاد الديمقراطي السيطرة عليها. بهذا الشكل تمنع تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي من مخططه للسيطرة على تلك المنطقة ومن جهة أخرى تفتح لنفسها الطريق للوصول إلى مدينة الرقة.
تعتبر مدينة الباب المنطقة الآمنة المُزمع إنشاؤها من قبل تركيا. تمت السيطرة عليها. لا حاجة للذهاب جنوبًا. ولا تشكل سيطرة قوات النظام على مناطق جنوب الباب أهمية بالنسبة لتركيا. حتى أنه قد يُولّد أحداثًا تسهل دخول تركيا إلى مناطق حزب الاتحاد الديمقراطي.
بالطبع هذا التحليل مبني على الأحداث التي ننتظر حدوثها في الفترة القريبة القادمة.
ولكن قد يتغير كل شيء.
في البداية يجب النظر إلى الخطة التي سيعتمدها الرئيس الأمريكي ترامب. بعد ذلك هناك مرحلة الاستفتاء الرئاسي.
إذا تم تخطي كل هذه الأحداث بدون خسائر تذكر، فإن تركيا ستتنفس الصعداء.
تعيش تركيا هذا العام وضعًا جيدًا مقارنة بالعام الماضي. وهناك احتمال لأن يتطورالوضع للأفضل أيضا في الأيام القادمة.
تبرز حاجة الدول لتركيا بشكل واضح مع مرور الوقت. وينبغي عدم الاهتمام للشائعات التي تُنشر في الصحافة الأمريكية وغيرها.
وبعد انتهاء حقبة أوباما ونجاح عملية الباب، يمكننا القول إن الأمور تسير في صالح تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس