ترك برس
استعرض الكاتب والمؤرّخ التركي المعاصر "قدير مصر أوغلو"، جملة ملاحظات وأخطاء وردت في مسلسل "Payitaht Abdülhamid" التاريخي التركي، الذي يتناول حياة السلطان العثماني "عبد الحميد الثاني" منذ ولادته حتى وفاته، خاصة فترة توليه السلطة التي استمرت 33 عاما.
وفي مقطع فيديو نشره عبر موقعه الإلكتروني، قال مصر أوغلو، وهو رئيس مجلس الأمناء في وقف العثمانيين للعلم والمعرفة، إنه شاهد الحلقة الأولى من المسلسل على قناة "تي أر تي" التركية الحكومية يوم الجمعة الماضي، مشيرًا إلى ورود العديد من الأخطاء والملاحظات فيها.
أوضح مصر أوغلو أن السلاطين العثمانيين لم يكونوا يلبسون البدلة (البذلة) إطلاقًا، وإنما كانوا يلبسون معطفًا فوق السترة بحيث تصل إلى ركبتيه، إلا أن المسلسل لم ينتبه إلى ذلك في أزيار الممثل الذي يلعب دور السلطان عبد الحميد الثاني.
وأشار المؤرخ التركي إلى وجود أخطاء في وقائع المسلسل، قائلًا: "السلطان العثماني، بمن فيهم عبد الحميد ووحيد الدين، لا يأذن لأحد بالدخول إلى مكتبه وهو في وضعية الجلوس، وإنما يكون واقفًا على الدوام، لكونه يتمتع بصفة الخلافة، إلا أن المسلسل لم يراعي هذا الأمر وهناك مشاهد تظهر السلطان وهو يستقبل الناس وهو جالس وهذا أمر لا يقوم به حتى مدير التعليم في العهد العثماني".
واعتبر أن القائمين على المسلسل لا يعلمون جيدًا آداب المعاشرة، مشدّدا على أن السلطان يسعى جاهدًا لحماية هيبة الخلافة والاهتمام بها.
واستند في ذلك على رواية تقول إنه "عندما زار الحاكم الإمبراطور فيلهلم الثاني مدينة إسطنبول كان مكتوبًا على البروتوكول إن السلطان عبد الحميد سوف يستقبله في محطة قطار سيركجي، إلا أن الأخير استقبله في بوابة قصره، وعندما سأله فيلهلم عن سبب عدم حضوره، قال: إن لي صفتان أولهما خليفة المسلمين والثاني سلطان.. وأنا أعادل الأب الروحي عندكم، لذلك لا يمكنني إستقبال أي حاكم بتلك الطريقة".
وفيما يعلق بمشاهد المسلسل التي استعرضت مراسم تنصيب السلطان عبد الحميد، قال مصر أوغلو: "يكون الصدر الأعظم وكيلًا لصفة السلطان، وشيخ الإسلام وكيلًا لصفة الخليفة.. صفة الخلافة أعلى من صفة السلطان في البروتوكول، لأن الأولى تشمل الأمة الإسلامية كاملة.. كما أن شيخ الإسلام يتقدم على الصدر الأعظم في البروتوكول".
ولفت الانتباه إلى أن أول من يُبايع السلطان عند توليه المنصب، هو شيخ الإسلام، باستثناء حالات الحروب والاضطرابات، وهذا الأمر ظهر بشكل خاطئ في المسلسل الجديد حيث قام أحد المشايخ برفع الدعاء نهاية المراسم وهي أصلًا مهمة شيخ الإسلام.
وتعد المرحلة التي يتناولها المسلسل الأكثر حساسية في تاريخ الدولة العثمانية حين كانت مستهدفة من قبل العديد من القوى العالمية بهدف هدم الخلافة العثمانية، وكيفية محافظة السلطان عبد الحميد بذكائه على وحدة الخلافة.
كما يسلط المسلسل الضوء على السنوات الأخيرة من حكم السلطان عبد الحميد وصموده أمام الدول التي كانت تهدف إلى هدم وإنهاء الخلافة العثمانية، وأهم الأحداث التي شهدتها تلك الفترة.
وسيتطرق المسلسل إلى حرب اليونان ومطالبة المؤتمر الصهيوني الأول للسلطان ببيعه أرض فلسطين، ومواصلة السلطان المحافظة عليها حتى النهاية.
ويتناول هذا العمل التلفزيوني ما حققه السلطان عبد الحميد من إنجازات إبان فترة حكمه من قبيل إنشاء السكك الحديدية التي تربط بين الولايات العثمانية.
والسلطان عبد الحميد الثاني هو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، وآخر من أمتلك سلطة فعلية منهم . ولد في شعبان سنة 1258هـ/ 21سبتمبر (أيلول) 1842م.
وتلقى السلطان عبد الحميد تعليمه بالقصر السلطاني وأتقن من اللغات: الفارسية والعربية وكذلك درس التاريخ وأحب الأدب، وتعمق في علم التصوف، ونظم بعض الأشعار باللغة التركية العثمانية .
والسلطان عبد الحميد هو ابن السلطان عبد المجيد الأول، وأمه هي واحدة من زوجات أبيه العديدات وأسمها " تيرمزكان قادين" الجركسية الأصل توفيت عن 33 عاما، ولم يتجاوز ابنها عشر سنوات.
وعُرف عنه مزاولة الرياضة وركوب الخيل والمحافظة على العبادات والشعائر الإسلامية والبعد عن المسكرات والميل إلى العزلة وكان حذرا كتوما جدا، قليل الكلام كثير الإصغاء، من الصعب غشه، وكان محافظا على التقاليد الإسلامية الشرقية العثمانية التركية، وكان من مؤيدي المحافظة عليها.
وتولى السلطان عبد الحميد الثاني الخلافة، في 11 شعبان 1293هـ، الموافق 31 آب (أغسطس) 1876م، وكان عمره آنذاك 34 عاما إلا 19 عشر يوما، وتبوَّأ عرش السلطنة يومئذٍ على أسوأ حال، حيث كانت الدولة في منتهى السوء والاضطراب، سواء في ذلك الأوضاع الداخلية والخارجية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!