جلال سلمي - خاص ترك برس
حل رئيس الوزراء الأردني "هاني الملقي" ضيفًا على العاصمة التركية أنقرة، في مستهل زيارةٍ يجريها لمناقشة التطورات الإقليمية الجارية في المنطقة.
وكان في استقبال الملقي رئيس الوزراء التركي "بن علي يلدرم". وقد ختم الملقي زيارته بلقاء الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان".
الإعلام التركي تناول زيارة الملقي بإيجابية بشكل عام، إلا أن هذا التناول لم يَخلُ من النظرة السلبية حيال الوضع السياسي والاقتصادي الذي يمر به الأردن.
بيّنت قناة "تي آر تي" الناطقة باللغة التركية (قناة الدولة الرسمية) أن الأردن يتمتع بحدود جغرافية طويلة، وعلاقات دبلوماسية جيدة مع سوريا، وهذا ما يحمل في طياته أهمية الأردن بالنسبة للقضايا الإقليمية.
وفي تقرير لها تناول الزيارة، نقلت القناة مقتطفات من المؤتمر الصحفي الذي جمع يلدرم والملقي، والذي أكّد خلاله يلدرم أن بلاده تملك علاقات دبلوماسية مع الأردن منذ 70 عامًا، موضحًا أن البلدين توّجتا علاقاتهما خلال تلك الفترة بالتعاون الوثيق في مجال نشر السلم الإقليمي، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية ترفع من مستوى رفاهية مواطنيها.
وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة صباح المقربة من الحكومة التركية خبر الزيارة أهمية التعاون التركي الأردني، داعيةً إلى تطويره وزيادة إمكانيات التحرك المشترك بين البلدين اللذين تجمعهما عدة نقاط مشتركة أهمها محاذاة الحدود السورية، واستقبال عدد هائل من اللاجئين السوريين، وتأثرهما سلبًا بتعاظم الخطر الإرهابي في المنطقة.
ونوّهت الصحيفة إلى أن الأردن كان من أوائل الدول الداعمة للشرعية التركية إبان محاولة الانقلاب الفاشلة، مضيفةً في تقرير لها حول الزيارة أن العلاقات التجارية بين الدولتين، تساهم في تفعيل التعاون السياسي بينهما.
وتوافقت قناة "أ خبر" المقربة من الحكومة كذلك مع صباح، حيث أوضحت أن الموقف التركي الأردني حيال نقل الولايات المتحدة الأمريكية لسفارتها من تل أبيب إلى القدس، متوافق في رفضه لتلك الخطوة، موضحةً في تقرير لها أن القضية السورية تسير في اتجاه سلبي بالنسبة للمصلحة التركية والأردنية والخليجية، ولا بد من استغلال هذه الزيارة لترسيخ أواصر التوافق السياسي بين جميع هذه الأطراف التي تجمعها قواسم مشتركة.
واكتفت الصحف العلمانية المعارضة، كحرييت وجمهورييت وميلييت، بنشر خبر قدوم الملقي إلى تركيا، دون التطرق إلى تفاصيل العلاقات بين الطرفين.
وفي تقرير سابق لصحيفة أيدينليك "اليسارية المعارضة"، أوضحت الصحيفة أن الأردن دولة مهمة بالنسبة لتركيا، كونها محاذية للحدود السورية، إذ تسعى تركيا إلى إنشاء مناطق آمنة في محيط حدودها، وقد تُحقّق ذلك بشكل أسرع إذا كسبت الدعم الأردني لخططها.
وأكّدت الصحيفة في تقريرها "مناطق آمنة لحزب الاتحاد الديمقراطي أيضًا"، أن الأردن يصل بموقعه الجغرافي الاستراتيجي بين تركيا ودول الخليج، وبين تركيا والولايات المتحدة، وانطلاقًا من تلك الأهمية تحتاج تركيا لتوثيق علاقاتها مع الأردن.
وتأتي زيارة الملقي وسط سعي تركي لإعادة العلاقات التركية العربية إلى سابق عهدها، بعد تعرضها لتدهور ملحوظ نتيجة المواقف المختلفة حيال ثورات الربيع العربي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!