تامر كوركماز – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
أعلنت محكمة الجنايات الدولية بأن إسرائيل ارتكبت جريمة حرب باعتداءها على سفينة مافي مرمرا التركية التي كانت تقلّ المساعدات الإنسانية إلى غزة والتي استشهد خلالها تسعة من المواطنين الأتراك.
عندما ارتكب الكوماندوز الإسرائيلي تلك المجزرة الشنيعة في المياه الإقليمية بحق الأبرياء الأتراك، قامت كل المنظّمات المدنيّة والحقوقيّة والإعلامية بالتنديد بهذه الفعلة. وقد امتنع التنظيم الموازي ووكالة دوغان الإخباريّة عن شجب ما قامت به القوات الإسرائيلية آنذاك.
زعيم الكيان الموازي أدلى بتصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" آنذاك بأن السلطات التركية كان يجب عليها أن تستأذن الحكومة الإسرائيلية قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة. وقد أكّد هذا الشّخص بتصريحاته هذه ولاءه للمحافظين الجدد وأنه غير مهتمّ بالمصالح التركية بقدر اهتمامه بمصالح هؤلاء المحافظين الجدد.
أمّا وكالة دوغان الإعلامية، فقد عنونت صحيفة حرّييت صفحتها الأولى بعبارة الجندي الإسرائيلي الذي يبكي وأردفت الخبر بصورة لأحد الجنود الإسرائيليين وهو يبكي. حيث حاولت الصحيفة إخماد الغضب الشعبي لدى الأتراك تجاه إسرائيل وإعطاء نوع من الشرعية للإرهاب الإسرائيلي.
إنّ هؤلاء المتعاونين مع الغرب لم يقوموا بإلقاء اللوم على الحكومة الإسرائيلية، إنّما تهجّموا على الحكومة التركية وألقوا اللوم عليها متذرّعين بأسباب ومبرّرات سخيفة.
الهجوم على المسجد الأقصى
لقد قام ثلاثمئة من جنود الاحتلال قبل يومين بتدنيس الحرم الشّريف عبر اقتحامه المسجد الأقصى. فقد طالت تلك الأيادي القذرة المسلمين الأبرياء الذين كانوا داخل المسجد وأطلقوا عليهم الغازات المسيّلة للدّموع وهاجموهم بالرصاصات المطّاطية. كما قاموا بتحويل حرم المسجد الأقصى إلى ساحة حرب، حيث ألقوا بالقرآن الكريم إلى الأرض. فالأقصى الآن شبه محتلّ من قبل الصّهاينة.
ما أودّ أن أقوله، إنّ أسياد الكيان الموازي هم من قاموا بكل هذه الافعال الشنيعة. أقول أسياد الكيان الموازي، لأن زعيم الكيان كان من أوائل المدافعين عن هؤلاء الإرهابيّين عندما قاموا بمهاجمة سفينة مافي مرمرة.
ولو ألقينا نظرة على وسائل الإعلام المؤيّدة للكيان الموازي، لوجدنا أن القناة الأكثر ولاء لهذا التنظيم "سمان يولو" قدّمت الخبر لمشاهديها على أن الاقتحام الإسرائيلي لحرم المسجد الأقصى عبارة عن ادّعاء وأنّ المعلومات الواردة من هناك ليست بالأكيدة.
علماّ أن هذه القناة أيضاً كانت قد قالت بأنّ القوات الإسرائيلية ضربت أوكار الإرهابيّين في غزة عندما شنّت قوات الاحتلال عدوانها الأخير على القطاع. حيث وصفت المقاومة الفسطينية "حماس" بالإرهابيين آنذاك.
وزعيم هذا التنظيم الموازي لم يصدر عنه حتى كلمة تنديد أو شجب لما تقوم به القوات الإسرائيلية بحق الأبرياء الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ.
إن اقتحام المسجد الأقصى من قبل قوات الإرهاب الإسرائيلي جاء بالتّزامن مع بدء الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلّة من قبل بعض الدّول الأوروبية.
لقد اعترفت السويد باستقلاليّة الدّولة الفلسطينية. وبهذه الخطوة أصبحت السويد أول دولة في الاتحاد الاوروبي تعترف بفلسطين كدولة مستقلّة. كما أن تدارس كلاً من فرنسا وإنكلترا وجمهورية إيرلندا الاعتراف الرسمي لدولة فلسطين، أثار قلق الإسرائيليّين أكثر.
وفي هذا الصّدد يمكن أن يتبادر إلى أذهاننا سؤال مهم وهو: لماذا هذا التّحرّك الأوروبي المفاجئ بعد صمت دام لسنوات طويلة حيال القضية الفلسطينية. وما الذي أرغم الغربيّين على هذا الاعتراف المفاجئ بالدّولة الفلسطينية؟
الجواب على هذا السؤال ربّما لن يكون واضحاً في هذه الآونة. لكن الواضح أن هذه الاسباب التي أرغمت الغرب على الاعتراف باستقلاليّة فلسطين، ستزعج أذيال الأمريكيين والإسرائيليين في المنطقة.
زوال إسرائيل
إذا نظرنا إلى ما يحدث في منطقتنا منذ عام تقريباً، نستطيع أن نقول إن المنطقة تشهد حرباً عالمية، لكن من دون الإعلان عن اسم هذا الحرب. والواضح أنّ أمد هذا الحرب سيطول إلى أجل غير مسمّى وسينتهي به المطاف إلى نشوء حرب دينيّة كبيرة في المنطقة.
ويمكننا أن ندرج الاعتداء الإسرائيلي على حرم المسجد الأقصى ضمن هذا الإطار. فهم يحاولون إشعال هذا الفتيل بفعلتهم الإجراميّة هذه.
باختصار شديد، نحن نعيش أجواء حرب عالمية. والذين سيبقون على قيد الحياة لا بد أن يكونوا من الشّاهدين على زوال الدّولة الإسرائيلية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس