تامر كوركماز - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

في عام 2008 أدرج فتح الله غولن زعيم تنظيم فيتو الإرهابي ضمن أهم 100 شخصية مثقفة على مستوى العالم في استفتاء مجلة السياسة الخاريجية الأمريكية فورين بوليسي. بعد ذلك قال إدوارد لوتواك أحد كتاب المجلة إن الانقلاب لم ينجح لأن الرئيس رجب طيب أردوغان لم يقتل.

وللتأكيد على أوجه القصور التي ارتكبها مدبرو الانقلاب نصح لوتواك بأن يوضع الزعيم في السجن أو يقتل في بداية محاولة الانقلاب.

صدر كتاب إدوارد لوتواك الذي يمكن وصفه بأنه دليل للانقلاب، للمرة الأولى في عام 1969 ، وبعد ذلك نشرته دار يابا في عام 1996 تحت عنوان " الانقلاب العسكري : دليل عملي" . كان لوتواك مستشارا للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان. ريغان الذي كان مجرد ممثل عادي دخل عالم السياسة في وقت لاحق، وصار حاكما لولاية كاليفورنيا ثم رئيسا للولايات المتحدة كان ماسونيا.

كانت لجنة وارن التي شكلها الرئيس ليندون جونسون في عام 1964 مسؤولة عن التستر عن الحقائق العملية وراء اغتيال جون كنيدي في عام 1963 ، ذلك أن كثيرا من أعضاء اللجنة التي رأسها القاضي إيرل وارن ، ومن أعضائها جيرالد فورد كانوا ماسونيين.

وعندما استقال الرئيس ريتشارد نيكسون في عام 1974 ، صار جيرالد فورد رئيسا واختار نيلسون روكفلر نائبا له. كان نيلسون شقيقا لديفيد روكفلر الملقب برئيس البارونات. تولى نيلسون روكفلر رئاسة اللجنة التي سميت باسمه وكان من المفترض أن تحقق في اغتيال كنيدي وفي أنشطة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. وكان ريغان أحد أعضاء هذه اللجنة.

غطت لجنتا وارن وروكفلر بكل دقة الحقائق المتعلقة باغتيال كنيدي، ودولة الظل في الولايات المتحدة، والحقائق المتعلقة بالمخابرات الأمريكية.

كان جون ماكلوي أحد أعضاء لجنة وارن ماسونيا من الدرجة 33 وهي الدرجة العليا التي لا تعطى إلا لنحبة قليلة من الماسون، مثل إدغار هوفر رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الإف بي آي. كان جون ماكلوي عضو مجلس إدارة بنك تشيس مانهاتن الذي تعود ملكيته إلى عائلة روكفلر. وفي عام 1952 وبمبادرة من ماكلوي أسست جمعية بروك في ألمانيا التي كانت تحتلها الولايات المتحدة، ومن بين أعضاء الجمعية أنجيلا ميركل وكاي ديكمان الرئيس التنفيذي لشركة بيلد.

وهنا نأتي إلى قاسم جوليك البارون الماسوني الذي ضم فتح الله غولن إلى المحفل الماسوني في عام 1975 . كان جوليك يعمل في بنك تشيس مانهاتن خلال سنوات دراسته الجامعية في جامعة كولومبيا، ودرس بعدها في جامعة كمبريدج بمنحة من روكفلر.

وقد كشف روبرت مارو الذي عمل لعقود في وكالة الاستخبارات الامريكية في نوفمبر عام 1992 أن الاستخبارات الأمريكية هي من خططت لاغتيال كنيدي. واتهم مارو رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي إدغا هوفر، ونائب الرئيس ليندون جونسون بالوقوف وراء عملية الاغتيال. كما اتهم جورج بوش الأب الذي تولى رئاسة الاستخبارات الأمريكية بأنه كان على علم بالاغتيال لكنه التزم الصمت.

في أغسطس آب عام 1992 وافق مجلس النواب الأمريكي على فتح ملف القضية للكشف عن بعض الوثائق السرية، لكن الرئيس بوش الأب ترك المسألة معلقة. كما راوغ خلفه بيل كلينتون في فتح هذا الملف.

وقد جسد الممثل الأمريكي جون ترافولتا العضو في طائفة العلماوية المسيحية في فيلم الألوان الأساسية شخصية تتصرف مثل بيل كلينتون.

وعلى حين تكافح هيلاري كلينتون، زوجة بيل كلينتون، ضد دونالد ترامب للفوز في الانتخابات القادمة، فإن أحدا لا يستطيع أن ينكر أنها المرشح المفضل لدى جماعة فتح الله غولن الإرهابية. ويتبرع أعضاء الجماعة المقيمون في الولايات المتحدة بأموال طائلة لحملة كلينتون.

وقد كُشف أن عادل أوسكوز أستاذ العقيدة في جامعة صقاريا وإمام محاولة الانقلاب تبرع ب5000 دولار لحملة هيلاري كلينتون الانتخابية.

وننتقل إلى ما كتبه كاسبار واينبرغر، وزير الدفاع الأمريكي أثناء رئاسة ريغان، الذي تلقى تدريبه على يد الجنرال ماك آرثر، الجنرال الشهير من الحرب العالمية الثانية. وكان واينبرغر ضابط مخابرات الجنرال ماك آرثر بعد انتهاء الحرب. كتب واينبرغر في فصلية ستراتيجيك ريفيو مجازين عام 2001" الطريق إلى القضاء على قادة الدول أو الحكومات لا يزال مفتوحا".

كان الرئيس رجب طيب أردوغان على رأس قائمة الاغتيالات لدى انقلاب الخامس عشر من يوليو. ويشعر غولن أو كما يطلق عليه أنصاره السيد المعلم، بخيبة أمل كبيرة بعد إخفاق محاولة الانقلاب، لكن لم يتمالك نفسه بحديثه عن تنفيذ الاغتيال في كلمة ألقاها في وقت لاحق. 

عن الكاتب

تامر كوركماز

كاتب في صحيفة يني شفق