عبدالله عيسى السلامة - خاص ترك برس
في أتون الصراع الراهن، يُطرح هذا السؤال الغريب ، على الحكماء، في أوروبّا، وفي تركيا !
أمّا حكماء أوروبّا ، فقد أنذروها ، من عشرات السنين ، بالتفكّك والانهيار؛ بسبب سقوط حضارتها ، التي أفلست قيَمياً ، ولم يعد لديها ، ماتقدّمه لنفسها ؛ بلْهَ للعالم ! ومن يقرأ كتابات المفكّر البارز، كولن ويلسون ، وأمثاله ، من الفلاسفة والمفكرين ، في النصف الثاني ، من القرن الماضي ، يدرك ، بوضوح ، أيّ مصير ينتظر أوروبّا ، القارّة العجوز !
( وما يهمّنا ، من أوروبّا ، في هذه السطور، أمران :
أوّلهما : كونها المعارض الأكبر، لسياسات تركيا الراهنة ، ولسعيها، لاستعادة قوّتها وعزّتها، ومفاتيح نهضتها !
وثانيهما : كونها مركز التشغيل الأوّل ، لِبعض/ ورشات صناعة الفتن ، التركية الداخلية/ ، والداعم الأكبر لها، سياسياً، وإعلاميا.. حسبما هو ظاهر للعيان ! بينما أمريكا تشغّل ورشات أخرى: عسكرياً / المجموعات الإرهابية الكردية / .. وانقلابياً /عصابة غولن / !) .
أمّا تركيا ، التي استعادت شبابها وفتوّتها ، وأسباب نهضتها ، وانطلقت ، منذ بدايات القرن الحالي ، بقوّة مذهلة ، نحو استعادة أمجادها السالفة .. فالأمر فيها مختلف !
ولعلّ السطور القادمة ، توضح ، بجلاء ، صورة المشهد ، بجانبيه : الأوروربيّ والتركي !
بعض الدول الأوروبّية ، تسعى ، إلى إعادة تركيا ، إلى ماقبل عهد العدالة والتنمية! وتتبع شتّى السبل ، وتستخدم شتّى الوسائل ، ضدّ حزب العدالة والتنمية ، وتوظّف مجموعات وأشخاصاً ، داخل تركيا ، لتحقيق أهدافها.. مستغلّة عداءهم ، للعدالة والتنمية ، وأحقادهم ، تجاه الحزب ورئيس الجمهورية ، ومخاوفهم ، من الحزب ورئيس دولته ، وأطماعهم : بالسلطة ، أو المال .. لتحقيق مايحسبونه ، مكاسبَ لهم ، توفّرها لهم ، أوروبّا ، في بلادهم ، ضدّ مواطنيهم !
وغاب ، عن ساسة أوروبّا : الأذكياء منهم ، والأغبياء.. أن تركيا ، اليوم ، بعد خمسة عشر عاماً ، من حكم العدالة والتنمية .. مختلفة ، نوعياً ، عن تركيا ، التي سبقت حكم العدالة والتنمية ، من نواح كثيرة ، وهامّة : اقتصادياً ، وسياسياً ، وأمنياً، وعسكرياً، وثقافياً..! وأن تركيا، اليوم ، قد استعصت ، على المؤامرات الخبيثة ، من: محاولات انقلابية ، ومؤامرات جاسوسية ، ومساع كيدية ؛ لإيذاء السلطة الحاكمة، حتى لو أصاب الأذى ، البلاد ، كلها !
وأن فيها، من صِمامات الأمان ، مايحول بينها، وبين العودة ، إلى زمن العبودية، والاستغلال، والاستضعاف .. وهيمنة الآخرين ، على مقدّراتها !
ولو خضعت نخبها الواعية ، وأكثرية شعبها.. التي عرفت معانى : العزة ، والقوّة، والرفاه ، والنهضة العملاقة ، على كل صعيد .. لو خضعت هذي وتلك – بالإكراه - لسياسة العودة ، إلى عهود: الرشوة، واللصوصية ، والخنوع لهيمنة الأعداء، والتبعية السياسية والاقتصادية- وهذا أمر أقرب مايكون إلى الاستحالة -.. لتفكّكت الدولة ، ولأصبَح الأشقياء ، من أبنائها ، الساعون إلى تفكيكها.. مجموعاتٍ، من المخلوقات الشاذّة، المنبوذة ، التي لاخير فيها، لأنفسها، ولا لِمَن تعُول ، من أهلها! بَلْهَ، أن يكون لها وزن ، أو وجود، في الحياة السياسية والاجتماعية، التركية !
وأن أوروبّا، ذاتها، فيها، من عناصر الضعف: السياسي والخلقي والاقتصادي.. ومن عناصر التفجير:الاجتماعية والفكرية، والعرقية والطائفية.. مايجعلها عرضة، للتفكّك والانهيار؛لا تفكّك الاتحاد الاوروبّي، وحده، بل، تفكّك الدول المشاركة فيه، كل دولة، على حدَة! ونذُر هذا التفكّك، كثيرة! ونظرة واحدة،على الواقع الاقتصادي والاجتماعي، لبعض دول أوروبّا، المتهالكة.. كافية، لإقناع ساسة أوروربّا العقلاء، بأن يعيدوا النظر، في سياساتهم، وسلوكاتهم الحمقاء، تجاه تركيا!
كما أن أذكياء المتآمرين، من أبناء الشعب التركي، لو فكّروا، جيّداً، في مدى احتمال النجاح، لمساعيهم الساذجة، لأدركوا، ببساطة، أنهم لن ينالوا، من هذه المساعي، سوى الخيبات المرّة؛ لأن تركيا، ستبقى هي تركيا، التي أوصلها حزب العدالة والتنمية، إلى ماوصلت إليه، من: قوّة وتقدّم ونهضة، ورقيّ حضاري وعمراني وخلقي! وسيبقى شعبها، هو هذا الشعب، الذي بايع حزب العدالة والتنمية، فوصل به، إلى هذا المستوى الرفيع المعجز.. فخرجت الملايين منه، تدافع عمّا أنجزه، بقيادة الحزب، وتحبط المحاولة الانقلابية الخبيثة، التي أرادت إعادة الشعب، إلى عهود الظلم والضعف والفساد !
هذه حقائق – لامجاملة فيها لأحد- ، يراها العالم كله ، وفي مقدّمته أوروبّا ، وعملاؤها في الداخل التركي ! وهذه هي أسباب الهجمة الشديدة ، على القيادة التركية الحالية.. الهجمة النابعة من : هواجس خوف غامض ، وحقد قديم ومطامع قاتلة ، وأوهام شاذّة !
وصدق القائل :
وليس يَصحّ ، في الأذهان ، شيءٌ إذا احتاجَ النهارُ ، إلى دليلِ
وسبحان القائل : ومَن يؤتَ الحكمةَ فقد أوتيَ خيراً كثيراً !
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس