المستشار خالد شبيب - خاص ترك برس
استفتاء تركيا ليس حدثا عابرا... بل هو تحول استراتيجي لإرادة الشعب التركي وللأمة.. العربية والإسلامية من بعدها.
ومبدأ سلطان الإرادة هو ثورة على التشريعات والقوانين المكتوبة، وهو مصطلح قانوني يعني: "إرادة الأطراف هي الأصل وهي التي تنشئ القوانين وتحدث أثرها القانوني.. إعمالًا لآثار سلطان الإرادة".
النظام الرئاسي الذي أحدثته الإرادة الشعبية في تركيا ليس بدعة جديدة في عالم السياسة..
لقد نشأ النظام الرئاسي وتطور في الولايات المتحدة الأمريكية وهي الديمقراطية الغربية الوحيدة المطبقة، بوفاء للنظام الرئاسي والتي تفصل بين السلطات الثلاث بحق وهي: السلطة القضائية والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية... وفيها سلطتان منتخبتان من الشعب مباشرة السلطة الرئاسية لرئيس الدولة وهو رأس السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية.
وما من شك أن تركيا التي كبت في سبات عميق منذ خسارتها في الحرب العالمية الأولى... بدأت تتلمس طريقها و تنهض منذ جاء أردوغان وحزب العدالة والتنمية إلى السلطة بعد فوزه بانتخابات عام 2002.. وبدأت قصة النهوض الهادئ وحكاية النجاح المتراكم ورسم المستقبل الاستراتيجي، لإرساء قواعد الدولة المدنية وإنهاء دور العسكر السياسي وسردية الانطلاقة الاقتصادية وقيادة التنمية الاقتصادية والتحول الديمقراطي.
وما من شك أيضا ان سلطان الإرادة الشعبية هو الذي أفشل محاولة الانقلاب بتاريخ 15 تموز/ يوليو 2016 وشكل رافعة حقيقة ومفصلية لنجاح الاستفتاء. وما من شك أن هذين التاريخين 15 تموز 2016 و16 نيسان/ أبريل 2017 مثلا أعظم مثالين لسلطان الإرادة، وسيبقيا خالدين وحاضرين في الذاكرة التركية والدولية.
وإليكم النظرات والعبرات من استفتاء تركيا.
1- استفتاء تركيا ستكون له تداعيات تتجاوز حدود البلاد ستبرز مكانة تركيا كقوة إقليمية صاعدة تشق طريقها بخطى متسارعة إلى العالمية.
2- سيشهد الوضع الاقتصادي ازدهارا واستقرار ومن المأمول أن يتصاعد النمو الاقتصادي بخط بياني ملحوظ إلى الأعلى.
3- النجاح الأمني الكبير يوم الاستفتاء وقبله، يشيران إلى تقدم كبير للحكومة في معركتها مع الإرهاب والذي كان يضرب ما قبل الانتخابات عادة وأثناء الانتخابات. هذا الأمر سيساعد تركيا على سرعة النهوض بثقة كبيرة.
4- الرئيس أردوغان على الأرجح ستكون له قوة تأثير أكبر داخليا أو في اتجاه الخارج وتحديدا نحو أوروبا التي ستعيد حساباتها أكثر مع تركيا.. وبالتالي سيكون ذلك لمصلحة الطرفين.
5- الشعب التركي كافأ أردوغان بعد أن أوصله وحزبه إلى ما وصل إليه وردّ الشعب له إحسانه بإحسان. لأن فوز "نعم" تعني مسيرة مكللة بالنجاحات والإنجازات.
6- بتقديري ستزداد وتيرة تجنيس الكفاءات العلمية والمهنية والقدرات التجارية من السوريين وغيرهم من العرب ممن يعانون في بلادهم، مما سيشكل إضافة كبيرة ونوعية للطاقات التركية المتصاعدة...
7- الإقبال الكبير والنسبة المتقاربة، أعطت الديمقراطية التركية شهادة في الرسوخ وشهدت على تمسك الأتراك بحقهم الانتخابي ودورهم السياسي والإنساني!.
8- ما يوصف بالانقسام الشعبي ليس انقساما بل هو تجسيد طبيعي لعرس الشورى والديمقراطية... فلا يقلق أحد ما دام محصورا في صناديق الاقتراع وسيتلاشى فورا مجرد انتهاء آلية التعبير عن الرأي.
9- يكفي أردوغان ورفاقه وحزبهم مكانة وقدرا أن جعلا من انتخابات تركيا واستفتاءاتها حدثا عالميا تشخص إليه القلوب والأبصار ويتابعه الجميع باهتمام وترقب!!.
10- الشعوب العربية المكلومة المحرومة من حقوقها في التصويت ومن الكرامة السياسية والإنسانية ومن زعامات مستقلة تابعت بشغف واهتمام الاستفتاء التركي!! وتنظر إليه مخرجا مناسبا لآلامها وأملا لآمالها.
11- حقا جاء دور أردوغان ليصنع الجمهورية التركية الحديثة...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس