ترك برس
فقدت الطفلة "أوزغيه يلدرم" البالغة من العمر 3 سنوات ونصف، من ولاية أنطاليا التركية، ساقها اليسرى بعد ولادتها بـ 13 يوما، حين وضعتها أمها عندما كانت حاملا بها في الشهر السادس.
ولفتت الطفلة أوزغيه الأنظار إليها، لدى ظهورها في خبر تناقلته وسائل الإعلام المرئية، وهي تنتقل في أرجاء المنزل، بفضل نظام صممه أبوها "علي حسن يلدرم" على نحو خاص من أجلها لتتمكن من التحرك والسير داخل أرجاء المنزل.
والد أوزغيه العامل في مجال الألمنيوم، ابتكر طريقة استوحاها من مهنته، تمكّن طفلته الصغيرة من الحركة والسير داخل المنزل، وبالتالي الشعور بأنها لا تختلف عن أقرانها، وذلك بوضع أسياخ من الألمنيوم على سقف المنزل، ووضع جرار داخل الأسياخ، ومن ثم ربط أوزغيه بحبال من ظهرها، وتعليقها في الجرار، حيث تمكنت أوزغيه من السير بهذه الطريقة.
وعن وضع الطفلة أوزغيه، ومعاناتها، قال الأب علي: "تقف على الدوام في الشرفة متحسرة لعدم تمكنها من اللعب كأقرانها، من حقها أن تلعب هي أيضا، إلا أنها تكتفي بالمشاهدة من الشرفة، وهذا ما يجعل قلبي يتفطر.
وعن تطور وضع أوزغيه، والسبب الكامن خلف بتر قدمها، يقول الأب: "ولدت أوزغيه عندما كانت أمها حامل بها في الشهر السادس، في 1 كانون الثاني / يناير 2014، ولذلك كانت بحاجة لأن توضع في الحاضنة، ولعدم وجود حاضنة فارغة في المستشفى الذي ولدت فيه، تم سوقها إلى مستشفى خاص، ولأن شرايينها لم تكن مكتملة بعد، وضعوا تحت ركبتها اليسرى "القسطرة"، وبعد هذا الإجراء بدأت ساقها بالانتفاخ، إلى أن ازرقّت، ومن المستشفى الخاص نقلونا مرة أخرى إلى المستشفى الذي ولدت فيه، وهناك بُترت ساقها، ما أدى إلى بتر ساق أوزغيه أظن أنّهم أعطوها حقنة خاطئة، وعلى أساسه تم بتر ساقها.
وعلى إثر انتشار خبر أوزغيه في وسائل الإعلام، وبعيد حديث والدها عن هوسها في اللعب مثل أقرانها في الخارج، حقق خبر أوزغيه تعاطفا وتفاعلا كبيرين على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى ان سمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقصتها.
وعلى الفور أجرى الرئيس أردوغان اتصالا بوالد الطفلة، سأله خلال اتصاله به، عن صحته وصحة طفلته أوزغيه، وعن وضعه العام، وعدد أولاده، كما سأله إن كان ليه أي طلب خاص منه، فأجابه الأب علي حسن بأنّ لديه طفلتان، متابعا: "سيدي الرئيس نريد منكم دعما حقوقيا وقانونيا، لمعاقبة المذنبين الذين تسببوا، ببتر ساق أوزغيه"، وعلى أساسه ردّ أردوغان قائلا: "إن رئيس البلدية في المنطقة التي تقطن فيها يعمل محاميا في الوقت نفسه، وهو قانوني، سأطلب منه متابعة الموضوع، وكذلك نحن سنتابع معه الموضوع، وفي المقابل تقدّم الأب بالشكر الجزيل للرئيس، لاطمئنانه على صحة طفلته، ولاهتمامه الحثيث بوضعهم.
وبعيد انتهاء المكالمة على الفور، أجرى الرئيس أردوغان اتصالا هاتفيا، مع الجهات المختصة، لبدء علاج الطفلة، وتركيب ساق اصطناعية، تمكنها من الجري واللعب في الشارع مثل أقرانها، كما كانت تحلم أوزغيه، كما أجرى اتصالا هاتفيا برئيس بلدية المنطقة "هاكان توتونجو" طلب فيه متابعة وضع أوزغيه عن كثب.
ونقلت أوزغيه عبر سيارة الإسعاف التابعة لبلدية "كيبز" في المنطقة التي تقطن فيها، إلى مستشفى كبز الحكومي، حيث كان بانتظارها فرق طبي كامل، بقيادة الأستاذ الدكتور "عادل كوكمان".
وأجرى الأطباء معاينة أولية لأوزغيه، ونقلت فيما بعد إلى مركز العلاج الفيزيائي، حيث أجري لها علاج فيزيائي. وفحص لها الطبيب الساق الاصطناعية التي كانت تضعها أوزغيه، ووصل الاطباء إلى نتيجة، أنّ الساق الاصطناعية التي تعتمد عليها في سيرها أقصر من ساقها اليمنى، وبالتالي من الضروري صنع ساق جديدة ومتطورة لها، تمكّنها من السير بسهولة وراحة أكثر.
رئيس بلدية المنطقة "هاكان توتونجو" علق حول الموضوع بعيد اتصال الرئيس أردوغان به، بقوله: "تفطرت قلوبنا إزاء رؤية أوزغيه بهذا الشكل، وسنقدم كل ما بوسعنا، وفور علمي بالموضوع اتصلت بنائبي الدكتور الجراح "مصطفى أوزسوي" وكلفته بمتابعة الأمر شخصيا، والبلدية ستتكفل بكل ما تحتاجه أوزغيه، فسنقدّم لها الدعم الكامل"".
كما أكد توتونجي بأنّه سيقدّم الدعم القانوني أيضا لوالد أوزغيه، قائلا: "علمت بأنّ ساق أوزغيه بترت نتيجة ضربها بحقنة خاطئة، سنساعدهم في هذا الصدد، بغية إطفاء النار الموجودة في داخلهم
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!