ترك برس
أكّد محللون وباحثون أتراك أهمية زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الكويت، يوم الثلاثاء، نظرًا للدور الذي توليه تركيا لهذه الدولة الخليجية من ناحية الاستقرار والأمن، فضلاً عن رغبة أنقرة في تعزيز علاقات البلدين في مجالي الطاقة والصناعات الدفاعية.
وخلال مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الكويت التي تعد إحدى الدول الأكثر استقراراً وأمناً وازدهاراً في المنطقة. وقال إن "تركيا والكويت بلدان شقيقان وصديقان وتشهد العلاقات الاقتصادية بينهما تطوراً سريعاً على غرار العلاقات السياسية".
وأشار أردوغان إلى أن "البلدين يمتلكان طاقات كبيرة لتطوير علاقاتهما في الاستثمار والتجارة والصناعات الدفاعية والسياحة وغيرها من المجالات"، معرباً عن أمله "في زيادة الاستثمار المتبادل واستعداد تركيا لتبادل تجاربها مع الكويت في مجال الصناعات الدفاعية الذي يعد من مجالات التعاون الاستراتيجي".
ولفت الرئيس التركي إلى أن "حجم التبادل التجاري بين البلدين في الربع الأول من العام الحالي وصل إلى 152 مليون دولار، مسجلا زيادة بنسبة 17 بالمئة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2016".
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مدير وحدة السياسات الاجتماعية بمركز الدراسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التركي (سيتا)، محي الدين أطَامان، قوله إن "الرئيس التركي بدأ مؤخرًا، سلسلة زيارات خارجية بهدف لقاء جهات فاعلة رئيسية في المحافل الدولية".
وأضاف أطَامان أن "أردوغان بدأ هذه السلسلة من الهند، نهاية أبريل/ نيسان الماضي، واختتمها مطلع مايو/ أيار الحالي، وكانت محطته الثانية روسيا قبل أيام، ومن المرتقب أن تشمل زياراته اللاحقة كلاً من الصين والولايات المتحدة إلى جانب الكويت".
وأوضح أطَامان أنه بالتوازي مع جهود تركيا لتطبيع علاقاتها مع الدول العظمى، أو لعبها دورًا في المفاوضات الإقليمية، فإنها "لا تهمل في الوقت ذاته علاقاتها الثنائية مع بلدان منطقتها". وتابع أن "دول الخليج تأتي في طليعة البلدان التي تسعى تركيا لإقامة علاقات معها في الشرق الأوسط الذي تعاني أغلب دوله من وضع هش، أو فوضى عارمة، أو على أبواب فشل ذريع".
وقال إن "دول الخليج هي الجهة الوحيدة التي يمكن لتركيا التعاون معها في القضايا الإقليمية، وزيارة أردوغان للكويت تأتي في إطار الحصول على دعم من الأخيرة حيال القضايا الإقليمية"، معربًا عن اعتقاده بأن العلاقات الاقتصادية، "ستَفرض ثقلها على مباحثات أردوغان مع المسؤولين الكويتيين، فضلاً عن العلاقات السياسية".
وأكد مدير وحدة السياسات الاجتماعية "ضرورة إلمام تركيا بالقضايا الاقتصادية بشكل أكبر، عقب تحقيق الاستقرار السياسي لديها في الآونة الأخيرة، ودول الخليج تأتي في طليعة البلدان التي ستطرق تركيا أبوابها في هذا الإطار".
وأشار أطَامان إلى أن الزيارة ستكون بمثابة "تتويج الجولة الخليجية التي أجراها أردوغان للخليج في فبراير/ شباط الماضي، وشملت السعودية والبحرين وقطر".
وتوقع أطَامان أن يأخذ الشأن السوري نصيبه من مباحثات الرئيس التركي مع القادة الكويتيين، قائلًا "ستَسعى أنقرة للحصول على دعم الكويت حيال إنشاء مناطق آمنة في سوريا ومكافحة تنظيم داعش الإرهابي"، لافتًا إلى أنه يمكن للكويت توفير الغطاء الجوي للمناطق الآمنة عبر طائرتها الحربية، إلى جانب دعم المعارضة السورية مادياً.
من جانبه قال رمضان غوزن الأستاذ بجامعة مرمرة، إن "مجلس التعاون الخليجي أحد أهم شركاء أنقرة. تركيا تبدي أيضاً اهتماماً بالتعاون مع دول الخليج في مجال الطاقة"، موضحًا أن "تركيا وقفت إلى جانب الكويت خلال فترة الغزو العراقي لها (1990)".
وتابع غوزن، أن البلدين "يمتلكان تعاوناً وثيقاً في المجال العسكري، والتوجّه السياسي الخارجي لتركيا للمنطقة يهدف إلى تصدير صناعاتها الدفاعية، التي تكتسب قوة يوماً بعد يوم"، مؤكدّا أن تركيا والكويت، "يتشاركان القلق نفسه إزاء التوسع الإيراني في المنطقة، خصوصاً عقب اندلاع الأزمة السورية".
بدوره قال محمد عاكف أُوقور الأستاذ بجامعة غازي في أنقرة، إنّ الكويت "تعد أحد أبرز بلدان الخليج التي تجتذب رؤوس أموال ضخمة، وتُعتبر أرضًا خصبة للاستثمار.
وأضاف أُوقور، أن "الكويت تقع في منطقة جيوسياسية هامة، فضلًا عن إنها إحدى أهم البلدان المصدرة للبترول، وفي الفترة الأخيرة نرى عدة دول تسعى لإقامة قواعد عسكرية في هذه البلدان، في مسعىً منها لأخذ دور في تقلبات محتملة بدول الخليج.. تركيا بدورها انضمت لقافلة تلك البلدان عبر، قواعد عسكرية أسستها في قطر".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!