يكاترينا تشولكوفسكايا - المونيتور - ترجمة وتحرير ترك برس
أعلن وزير الدفاع التركي، فكري إيشيق، في مؤتمر صحفي عقده في العاشر من مايو/ أيار أن أنقرة وموسكو حلتا الأسبوع الماضي العديد من القضايا التجارية بينهما، لكن ما تزال هناك خلافات بينهما حول أسعار صواريخ إس -400 الروسية المضادة للطائرات.
وخلال الاجتماع الذي عقد في الثالث من أيار/ مايو في منتجع سوتشي على البحر الأسود، بحث رئيسا البلدين قضايا الأسلحة والعقوبات التي فرضتها روسيا على تركيا في عام 2015، بعد أن أسقطت أنقرة طائرة عسكرية روسية،والرسوم الجمركية التركية وبناء خط أنابيب الغاز ترك ستريم،وأول محطة للطاقة النووية التي ستبنى في مدينة أك كويو التركية. وقال الرئيسان إنهما يدعمان إنشاء مناطق آمنة في سوريا.
وبعد الاجتماع، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي مشترك: "إن تركيا شريك مهم واعد لروسيا، ومنذ مدة اختبرت متانة علاقاتنا الثنائية. يمكننا أن نقول الآن بثقة إن فترة الانتعاش فى العلاقات الروسية التركية قد انتهت، وإننا نعود إلى التعاون الطبيعى بين الشركاء ".
وقد وافقت روسيا على رفع جميع العقوبات المفروضة على الواردات التركية باستثناء الحظر المفروض على الطماطم. كانت روسيا أكبر سوق استيراد للطماطم التركية، وهذا الموضوع حساس. بيد أن بوتين قال إن روسيا تحركت وتستثمر استثمارا كبيرا في زراعة الطماطم.
ومع ذلك وعدت أنقرة برفع القيود المفروضة على واردات الحبوب الروسية المفروضة منذ شهر آذار/ مارس. وذكرت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" أن روسيا ستتمكن من توريد 300 ألف طن من الحبوب الى تركيا حتى انتهاء الموسم في نهاية يونيو / حزيران. ودليلا على استعدادها للمضي قدما في هذه المسألة، رفعت أنقرة الحظر في اليوم التالي.
كان من المتوقع أن تركز المباحثات على مناقشة إمكانية شراء تركيا صواريخ S-400. وتجري المفاوضات بين البلدين منذ أغسطس/ آب الماضي. وتقول تركيا إنها تريد هذا النظام الدفاع حتى تتمكن من تطوير نظامها الدفاعي الخاص.
ويصر منتقدو الاتفاق على أنه خيالي لن يتحقق، وحجتهم الرئيسة هي أن شركاء تركيا في حلف الناتو سوف يعارضون الصفقة، وأن السلطات التركية تستخدم الصفقة وسيلة تهديد للتأثير في قضايا أخرى، أو ربما تخطط تركيا لإيجاد تنافس بين البائعين لهذه النظم من أجل الحصول على سعر أفضل لأنظمة من دول أخرى.
ولكن خبراء عسكريين روس تحدثوا إلى المونيتور أعربوا عن اعتقادهم أن الصفقة حقيقية، ويمكنها أن تفيد البلدين.
ونقلت محطة RBK الإعلامية التجارية الروسية عن مصدر في الكرملين أن موسكو طلبت 500 مليون دولار لكل وحدة S-400،ويقال إن تركيا تريد أربع وحدات فقط.
وقال أندري فرولوف، رئيس تحرير مجلة إكسبورت فوروزيني المعنية بصادرات السلاح للمحطة التلفزيونية إن روسيا باعت في عام 2007 وحدتين من طراز S-300 إلى إيران بمبلغ 900 مليون دولار، ولذلك يبدو أن 500 مليون دولار لكل وحدة من نوع S-400 سعر معقول.
وقال فرولوف للمونيتور: "أعتقد أنها صفقة حقيقية، ولكن الأمر سيستغرق الكثير من الوقت للتوصل إلى قرار نهائي". ومع ذلك، فإنه يعتقد أنه ليس هناك أي سلبيات لروسيا، حيث إن نوع S-400 ليس جديدا. ووفقا لفرولوف، إذا ام التوصل إلى اتفاق، فسوف يبدأ التسليم في 2019-2020.
ويرى مكسيم شابوفالينكو الخبير العسكري في موسكو، أن صفقة S-400 قابلة للتطبيق. وأضاف أن "هذه الخطوة ستعود بالنفع على الدولتين، وستُظهر تركيا لحلفائها في حلف شمال الأطلسي أنها دولة لها موقفها المستقل، وأنها الدولة التي تسعى إلى تحقيق مصالحها الوطنية أولا وقبل أي شيء. أما للجانب الروسي فإن الصفقة مهمة جدا اقتصاديا، وسوف ستمنح روسيا فرصة لتوسيع أهميتها العسكرية من الناحية الجغرافية."
أما نيكولاي ليتوفكين، رئيس تحرير موقع "Russia Beyond the Headlines" الذي تديره الدولة، فيبدي تشككا أكبر في إتمام الصفقة، وقال "إن الناتو لا يوافق عليها، وسيستخدم الأساليب الممكنة كافة لعرقلة هذا الاتفاق".
ويبدو أن البلدين قد تغلبا على حالة العداء بينهما التي تسبب فيها إسقاط المقاتلة الروسية في 2015، وهما منفتحان على توسيع العلاقات الثنائية.
وقال كونستانتين كوساشيف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي للمونيتور: إن "تطبيع العلاقات أمر بالغ الأهمية لروسيا وتركيا، وهما أكبر قوتين في منطقة البحر الأسود".
ويعتقد كوساشيف أن العلاقات الجيدة ستساعد البلدين على إيجاد أرضية مشتركة في التجارة والتعاون العسكري والأزمتين الأوكرانية والسورية، لكنه أضاف: "هذا لا يعني أننا تجاوزنا كل سوء الفهم والصعوبات في علاقاتنا الثنائية. ولكنها ليست خلافات كارثية، فهي حالة طبيعية للعلاقات بين بلدين مختلفين".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس