ترك برس
أرجع خبراء ومحللون أتراك أسباب الأزمة الخليجية الراهنة إلى "قوى وجهات خارجية تدفع لحصول اصطدام بين دول الخليج، وأشاروا إلى أن الضرر سيلحق بهم جميعا ولن يكون هناك ربح على حساب آخر، وستلحق الأزمة بالمنطقة مزيدا من الأزمات.
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن الكاتب والباحث جاهد طوز، قوله إن "قرار فرض العقوبات على قطر من عدة دول هي قرارات لم تأخذ من نفس الدول، وإنما هي نتيجة لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية مؤخرا، أي أنها قرارات اتخذت نتيجة الضغط الأمريكي".
وأضاف طوز "لن يكون هناك طرف رابح فيما يخص المنطقة خلال هذه الأزمة، ورغم أنه في الظاهر ستكون قطر الخاسرة، والاتهامات التي سيقت لها هي اتهامات لا تمت للحقيقة بصلة، والمجتمعات ترى ذلك، وهو ما سيظهر مدى عدم أحقية الادعاءات، وتتجه الشعوب لتساند نسبة ما دولة قطر".
وشدد على أن "الوضع الحالي سينتج عنه تزايد في أزمات المنطقة، واستمرار عدم الاستقرار فيها"، بحسب الأناضول.
طوز تطرق أيضا إلى سبل تجاوز هذه الأزمة بقوله إن "الحل يكون عبر فتح القنوات الدبلوماسية لأقصى درجة، وعلى الدول التي لديها سياسية واحد تجاه إيران، أن توحد جهودها في هذا الصدد، فإن افتعال الأزمات لن يحيّد التهديد الإيراني".
ولفت إلى أن "هذا يعني أنه على العكس ستزداد أزمات المنطقة متتالية، فأهم عنصر يجب أن يكون حاليا هو فتح القنوات الدبلوماسية والعلاقة مع قطر، وتحويلها إلى علاقة إيجابية".
ورأى أن "تركيا لديها القدرة على لعب دور ريادي في المنطقة لحل الأزمات، وسيكون عليها دور فتح القنوات الدبلوماسية بين هذه الدول، ولديها دور مع هذه الدول كدولة وحيدة ستعمل على استغلال علاقاتها لحل الأزمة".
من ناحيته، ذهب الكاتب الصحفي مصطفى أوزجان المختص بشؤون الشرق الأوسط، إلى أن الأزمة الحالية "لو تستمر ربما ستخسر كل الأطراف، لأنه لا معنى لهذه الأزمة، فهي ليست بين قطر والإمارات العربية المتحدة وحسب".
وأرجع سبب الخلافات إلى أن "هناك اتجاهات تأتي على أسس رؤى مختلفة حول أمريكا وإسرائيل ومستقبل المنطقة، من جانب قطر هي قريبة من الحركات الإسلامية وخاصة الإخوان المسلمين ومؤيدة لحركة حماس، والطرف الثاني وخاصة الإمارات وجهة نظرها أقرب لأمريكا وإسرائيل".
ولفت أيضا بقوله "ليس هناك مصلحة للطرفين لا للإمارات ولا قطر في الأزمة، وهذه القضية لا تخص الطرفين، فليس هناك تضارب في المصالح، بل اتجاهات مختلفة فقط مرتبطة بإسرائيل وأمريكا ودورها بالمنطقة، والسياسات المطبقة حيال قضايا المنطقة".
أوزجان تمنى أن تكون هذه الخلافات "سحابة صيف عابرة ستزول عما قريب، كما حصل في العام ٢٠١٤، كانت هناك أزمة بين الأطراف المعنية انتهت في ٨ شهور، ونتمنى أن تزول الأزمة الحالية خلال فترة قريبة ليست بعيدة".
وأشار إلى أن الأطراف "هم في قارب واحد، ويعتبون على قطر تغريدها خارج السرب، وإن كان هناك خرق في القارب يتضرر كل الأطراف وليس قطر وحسب، فلا بد من لم شمل كما دعت تركيا لذلك".
وعن احتواء الأزمة والأطراف التي يمكن أن تلعب دورا بها، قال أوزجان "طبعا احتواء الأزمة ممكنة ليست هناك دول عديدة يمكن لعب دور إيجابي، فمصر على عداء مع قطر، وعلى علاقة مع الإمارات والسعودية، فلا يمكنها لعب دور وسيط، وكذلك إيران مستبعدة".
وأردف "لم يتبق سوى تركيا، ولا توجد دولة أخرى يمكن أن تقوم بهذه الوساطة، بل تركيا يمكنها القيام بذلك، فهي مصنفة بأنها قريبة من قطر، ربما يضعها بموقف مسبق من قبل مصر مثلا، وليس هناك إشكال بين تركيا والسعودية".
وبين أنه "يمكن لتركيا أن تقود المهمة إلا أن مزاج الإمارات غير معروف حاليا بتقبل دور تركيا بترطيب الأجواء بين الأطراف، وبنهاية المطاف يمكن لتركيا أن تقوم بهذه المهمة، وهو متوقف على إرادة الأطراف الأخرى أيضا".
وشاطر المحلل السياسي بكير أتاجان كلا من طوز وأوزجان باعتبار الأطراف جميعها خاسرة، وأن الحوار هو الحل فيما بينها.
وقال أتاجان "اذا استمرت الأزمة بين جميع الأطراف فستكون جميعها خاسرة، ويجب على تركيا أن تلعب دور الوسيط في تحسين العلاقات بين دول الخليج فيما بعضها البعض، لما لذلك من مصلحة لشعوب المنطقة، والشعب التركي".
وأضاف "هذا التفريق بين الدول هي خطة أمريكية لمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو ما يدفع بدعم المصالح الإيرانية في التوسع الذي تسعى له جاهدا، وهو يأتي بدعم أمريكي وغربي".
ولفت إلى أن "هذا سيجعل إيران أقوى مما كانت عليه سابقا، وتضعف الدول العربية في هذا الخصام مع بعضها البعض، وإضعاف الدول العربية يعني إضعاف تركيا، لأنها تقف متحدة أمام المخطط الإيراني في المنطقة، وبالتالي لن تخدم مصالح هذه الدول، بل تخدم مصالح إيران في المنطقة عسكريا وسياسيا واقتصاديا".
أتاجان أفاد مشددا على أهمية الحوار أنه "لا بد لتركيا أن تذهب لإيجاد حوار بين دول الخليج مع بعضها البعض، وخاصة الضغط على السعودية وقطر لتحسين علاقاتهما، فهذا النزاع لن يخدم الدول العربية وتركيا".
وختم بقوله "في السياسة لا يوجد حل سوى الحوار، ليس هناك حل عسكري أو بالقوة، وأي مشكلة لا يمكن حلها إلا عبر السياسة، ولا يكون ذلك إلا عبر الحوار".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!