ترك برس
دعت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية، الحكومة البريطانية إلى الاستفادة من التجربة التركية في محاربة الإرهاب، وذلك في أعقاب حادثة جسر لندن التي وقعت يوم السبت الماضي، حين صدمت حافلة مجموعة من المارة على جسر لندن بريدج، ثم ترجل ثلاثة أشخاص وطعنوا أشخاصا من المارة في سوق "بورو" القريب.
وقالت الصحيفة في مقال للمحلل، بار كيم بينغ، إن تزايد الهجمات الانتحارية في أوروبا وآسيا، كما حدث أخيرا في لندن، يشير إلى درجة واضحة من من إخفاق وكالات إنفاذ القانون في الكشف عن الشبكات الإرهابية وقطع رأسها.
وأضاف أن تجربة تركيا في محاربة الجماعات الإرهابية والذئاب المنفردة توضح أن المشكلة لا تخلو من الحل. وقد عانت تركيا خلال العامين الماضيين من أكثر من 500 هجوم إرهابي، لكنها نجحت في القضاء على هذه المشكلة، مشيرا إلى أن تركيا محاطة بدول تعاني من الإرهاب غير أن أنقرة وإسطنبول وإزمير أكبر المدن في البلاد ظلت خالية من الإرهاب منذ بداية العام، عندما قتل مسلح 39 شخصا فى ملهى رينا الليلي فى إسطنبول.
ونوه المحلل إلى أن التجربة التركية في محاربة الإرهاب تقوم على التركيز على مهاجمة الشبكات الإرهابية أولا، ثم التعامل مع الذئاب المنفردة في وقت لاحق.
وأوضح أن فلسفة تركيا هي الكشف عن الشبكات الإرهابية وقطع رؤوسها، وبعد القبض على قادتها تضغط السلطات على باقي أعضاء الشبكة، وتجبرهم على الفرار من أجل منعهم من التجمع وشن هجمات انتقامية، ثم يتحول التركيز إلى حرمانهم من القدرة على النمو مرة أخرى، مما يمنعهم من توظيف مزيد من الناس عبر الإنترنت أو في مواقع مختلفة.
وتابع أن الهجوم على القواعد المالية والإيديولوجية للجماعات الإرهابية وتصفيتها يقلل بدوره من مقدار الإلهام الذي يمكن للذئاب المنفردة الاعتماد عليه. فهو يضغط على معتقدات الذئاب المنفردة بأنهم في إخوة أيديولوجية مع أي شبكة أكبر.
ووفقا للمحلل الصيني، فإن الحملات الإعلامية التي تخاطب القلوب والعقول تلعب دورا في الحرب على الإرهاب، ولكنه دور ثانوي، لأن القوة الصلبة - سواء العسكرية أو أعمال الشرطة - يجب أن تسبق كل التكتيكات الأخرى، وإلا فمن غير الممكن احتواء المتطرفين.
وختم بينغ مقاله بأنه يجب على وكالات إنفاذ القانون ممارسة إرادة الدولة نيابة عن المصلحة الكبرى للمجتمع، لمنع قتل الأبرياء. ومن شأن التعلم من تركيا أن يساعد في هذا الصدد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!