ترك برس
رأى المحلل السياسي التركي، سرهات إركمين، أن العلاقات الاقتصادية لا يمكن أن تفسر دعم تركيا لقطر في الأزمة الحالية مع دول الخليج، لأن خروج قطر من المعادلة الإقليمية يمكن أن يعزل تركيا أيضا، وأن طريقة الإعلان عن إرسال قوات تركية إلى قطر وجهت رسالة إلى جميع الأطراف مفادها "إذا كنتم تبحثون عن طرق للضغط على قطر غير الوسائل الدبلوماسية، فاعلموا أنها ليست بمفردها."
وقال إركمين الذي يرأس قسم دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في معهد القرن الحادي والعشرين: "إن العلاقات الودية بين تركيا وقطر واضحة، لكن عندما ينظر إلى الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا، فإن دولة الإمارات لديها أعلى حصة بين دول المنطقة... صحيح أن قطر تستثمر في تركيا بشكل كبير ولديها القدرة على الاستثمار أكثر، ولكن العلاقات الاقتصادية لا يمكن أن تفسر دعم تركيا لقطر من تلقاء نفسها."
وأوضح إركمين في مقابلة مع محطة دويتشه فيله الألمانية: "إذا نظرنا إلى سياسة تركيا وقطر في سوريا وتعاونهما في هذا البلد الذي مزقته الحرب، وإذا نظرنا إلى موقفهما من الوضع في مصر بعد انقلاب البلاد عام 2013، فعندئذ يجب تقييم دعمهما أحدهما للآخر من منظور الحسابات السياسية الإقليمية بدلا من مجرد قراءة اقتصادية."
وأضاف: "إذا ما خرجت قطر من الصورة عندما يتعلق الأمر بالمسائل الإقليمية، فإنها يمكن أن تعزل تركيا. ولعل هذا هو السبب في أن تركيا لا تريد أن تفقد قطر."
وفيما يتعلق بقرار تركيا تسريع تنفيذ الاتفاق العسكري مع قطر الذي وقعته عام 2014، قال إركمين أن أنقرة لم ترد إرسال رسالة إلى السعودية والإمارات فحسب، لكنها تستعرض عضلاتها أمام جميع البلدان التي يحتمل أن تعبر عن عدائها لقطر.
واستطرد بالقول إن الطريقة التي تم بها تقديم الاتفاق إلى المجتمع الدولي هي علامة واضحة على دعم قطر، "وأعتقد أن هذه رسالة صريحة وواضحة، مفادها: "إذا كنتم تبحثون عن طرق للضغط على قطر غير الوسائل الدبلوماسية، فاعلموا أنها ليست وحدها". وأعتقد أن هذه الرسالة تتلقاها الأطراف الأخرى."
وأشار إركمين إلى أن القوى الإقليمية والخارجية على حد سواء قد انخرطت في صراع على السلطة في الشرق الأوسط، "وأعتقد أنه يجب علينا أن ننظر إلى قضية قطر من خلال تلك العدسة، فالمشكلة لا تقتصر على قطر."
من جانبه نقل الصحفي والمحلل التركي المقيم في واشنطن، إلهان تانير، عن مصادر لم يسمها أن البيت الأبيض غير راض عن تحرك تركيا بإرسال قوات عسكرية إلى قطر، ويرى أنها خطوة تصعيدية.
وتوقع تانير أن تزداد الأزمة الخليجية تصعيدا خلال الفترة المقبلة إذا لم تستجب قطر لمطالب السعودية والإمارات، حيث تعتقد الرياض أن الرئيس الأمريكي ترامب يقف إلى جوارها، وأن تصريحه الأخير الذي اتهم فيه قطر بتمويل الإرهاب دعم الموقف السعودي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!