ترك برس
ساعدت المسلسلات التاريخية في تركيا مثل "قيامة أرطُغرل" و"عاصمة عبد الحميد" وغيرها، على زيادة اهتمام المواطنين الأتراك بالكتب التاريخية، وخاصة العثمانية، حيث شجّعتهم على معرفة تاريخهم الإسلامي الحقيقي الذي تعمّد الأعداء إخفائه على مدى أعوام.
ويُشير تقرير لوكالة الأناضول التركية للأنباء، إلى أن الدراما التركية أبحرت خلال السنوات الأخيرة في أعماق التاريخ لترصد الماضي على الشاشة الصغيرة، مما شجع الأتراك على التوجه إلى قراءة جديدة لتاريخهم، ولا سيما وسط تطورات الأوضاع السياسية بالمنطقة.
ويوضح التقرير أن مسلسلا "قيامة أرطغرل"، و"عاصمة عبد الحميد الثاني" وتطورات الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط أعمال كافية لإقبال الأتراك على شراء كتب التاريخ وقراءتها، بل والرفع من أعداد كتب التاريخ في رفوف المكتبات ومعارض الكتب.
ويُضيف التقرير: "في معرض الكتاب بمنطقة بيازيد وسط مدينة إسطنبول الذي يفتتح سنويا في رمضان في سنته الـ36 اتخذت كتب التاريخ مكانها بين المؤلفات الأخرى ولاقت اهتماما من الزائرين".
ويقول مسعود جليك -الذي في يعمل جناح دار نشر "موتتو"- إنه لاحظ أن هناك اتجاها نحو كتب التاريخ، خاصة السلطان عبد الحميد الثاني، والسلطان وحيد الدين، وتاريخ العثمانيين، وتاريخ الجمهورية القريب والتاريخ القديم.
ويضيف أن الأبناء اليوم "لا يتخيلون أنهم سيصبحون سوبر مان أو غيرهم كمثل عليا لهم، بل القادة الحقيقيون مثل أطغرل وغيرهم هم هدفهم وقدوتهم، ومعرفتهم بأجدادهم هي التي تستنهض الرغبة بالبحث في التاريخ".
وشدد جليك على أن "الجيل الجديد في تركيا يبدأ من المسلسلات في رحلة البحث، والأحداث التي فيها تدفعهم إلى الكتب للبحث والتمحيص عن حقائق الأمور"، حسبما نقلت الأناضول.
أما سليمان قوجا باش -وهو مؤرخ تركي كتب نحو ثمانين كتابا عن التاريخ العثماني وتاريخ الجمهورية- فيلاحظ بدوره أن هناك اهتماما أكبر بالتاريخ في المعرض، حيث تحققت أرقام كبيرة بالمبيعات.
وفسر ذلك التوجه بما حصل في البلاد من أعمال عنف مؤلمة دفعت المواطنين لمعرفة التاريخ، وقال "من لا يعرف تاريخه لا يمكنه أن يفهم الحاضر والمستقبل، ولذلك نجد أنهم يهتمون بالكتب والكتاب التاريخيين".
من ناحيته، يقول محمد إيمرك -وهو أحد زوار المعرض- "أكثر ما لفت انتباهي هو وجود كتب الدين، ولكن هناك ارتفاع ملحوظ بكتب التاريخ مؤخرا، وهي التي تلفت انتباهي كثيرا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!