ميهميت صولماز - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
واشنطن - أعرب السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة فرانسيس ريكارديوني عن إحباطه بعد تشويه إحدى الصحف اليومية التركية لكلماته وتصويرها العلاقات الحالية بين تركيا والولايات المتحدة بأنّها "مثيرة للقلق".
كتب المراسل والكاتب في صحيفة "حرييت ديلي نيوز" التركية المقيم في واشنطن "تولغا طانيش" مقالة بعنوان "ريكارديوني: توتّر في البيت، توتّر في العالم"، في اقتباس منه لعبارة اشتهرت عن مصطفى كمال أتاتورك - مؤسس الجمهورية التركية الحديثة - "سلام في البيت، سلام في العالم".
وقد قال الكاتب في مقالته إنّ ريكارديوني في حديثه في ندوة حول إرث أتاتورك في العلاقات الأمريكية التركية، نُظّمت بحضور دبلوماسيين أتراك في واشنطن، استخدم وصف "توتر في البيت، توتر في العالم" لوصف الوضع الحالي للعلاقات الأمريكية التركية.
إلّا أنّه في حديث مع صحيفة ديلي صباح قال إنّ كلماته قد حُرّفت وصُوِّرت بأنّها تفيد معنىً مختلفاً تماماً. وقال: "الخطأ في النّقل عنّي، أدّى إلى أن يُفيد السياق معنىً مختلفاً تماماً عمّا قلته. ما قلته مصوّر وموجود في مقطع على موقع يوتيوب، وقد تحدّثت لثلاث دقائق ويمكنكم مشاهدة ما قلته".
وقد صرّح ريكارديوني بأنّ ما قاله هو أنّ كل القادة الأتراك الذين شهدهم منذ عام 1979 "سواء كان (رئيس الوزراء السابق تورغوت) أوزال، (الرئيس السابق سليمان) دميريل، (رئيس الوزراء السابق بولنت) أجاويد أو الرئيس الحالي (رجب طيب) أردوغان" كانوا قد استخدموا عبارة أتاتورك الشهيرة، مُذكّراً بأنّه قد خدم في مواقع عديدة في المنطقة خلال 36 سنة الماضية.
وقال: "في عهد أتاتورك كان هناك توتّر في البيت، توتّر في العالم. وفي وقتنا، هناك توتر في البيت، توتر في العالم. الأمر سواء في كل مكان. هذا ما قلته. وكُنت أؤكّد لهذه المجموعة أنّ القيادة التركية الحالية، حسب مسموعياتي، هي نفس القيادات التركية في الماضي في سعيها لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة. وإذا قرأت المقالة المنشورة في تلك الصحيفة ستفهم غير ذلك تماماً".
وفي إشارة له إلى أنّه لن يقول مثل هذه الكلمات عن تركيا، أضاف المبعوث الأمريكي السابق: "هؤلاء هم الأصدقاء الأمريكان لتركيا (في الندوة) في السفارة التركية بحضور السفير التركي، هل تعتقد أنّي كنت سأهين تركيا؟".
وأضاف أنّ طانيش وجّه سؤالاً إليه: "ألم تساهم سوريا في تسميم العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة؟"، وأوضح أنّه رفض هذه الفرضية تماما واصفاً إياها بأنّها "متناقضة بشكل مباشر".
ولدى سؤاله عن سبب تردد الولايات المتحدة بشأن مطالب تركيا للتحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وإنشاء منطقة آمنة ومنطقة حظر طيران على طول حدودها مع سوريا وخيار تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة، أخبر ريكارديوني جريدة صباح أنّه لا يمكنه الحديث باسم الحكومة الأمريكية، لكنّه عبّر عن رأيه الشخصي بقوله: "أعتقد أنّ هذا لأنّنا نشبه الأتراك كثيراً. الأمريكان مترددون في التورط في حروب والاشتباك في عمليات عسكرية عنيفة. إذا أمكننا القيام بشيء ضدّ قسوة (داعش) أعتقد أنّ معظم الأمريكان سيؤيدون قيام حكومتنا بهذا، لكنّني أعتقد أنّه من غير الواضح إذا كان ذلك ممكن".
وأضاف السفير الأمريكي السابق لدى تركيا أنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما التقى مؤخراً برئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وأنّ من المقرر أن يلتقي نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرئيس التركي أردوغان، حيث ستكون لدى الحلفاء الفرصة في مناقشة القضايا الإقليمية بالتفصيل. كما أشاد ريكارديوني بأعمال الإغاثة الإنسانية في تركيا، لافتاً الانتباه إلى أكثر من مليوني لاجئ فروا من الحرب الأهلية في سوريا والعراق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!