ترك برس
تتميز مدينة ماردين باحتضانها عبر التاريخ لكثير من الأديان والمدارس الدينية، ويبدو هذا واضحا في عدد الجوامع والمدارس الدينية المبنية فيها. كما تتميز بامتلاكها لأقدم الجوامع في تركيا مثل الجامع الكبير أو بالتركية "أولو جامع" (Ulucamii)، وهو أول وأقدم الجوامع المبنية في تركيا.
واستنادا للكتابات الأثرية المكتشفة يعود تاريخ إنشاء الجامع إلى العام 1176 للميلاد، بأمر من ملك ديار بكر الثاني " قطب الدين الغازي". وقد عُثِرَ على جدران الفناء الداخلي للجامع على كتابات تفيد بأن إنشاء الجامع تم من قبل أحد ملوك المملكة الأرتوكلية الملك "حسام الدين يافلاك أرسلان". وتم العثور على 16 كتابة مختلفة تعود للعهدين الأرتوكي و"للأك كويون".
وفي عام 1400 ميلادي تعرض الجامع للتخريب بعد استيلاء تيمورلنك على المدينة، لكن تم ترميمه في العهد المملوكي، كما تم ترميمه بشكل خاص في العهد العثماني وأخيرًا عام 2010.
ويقع الجامع بين ثنايا وأبنية المدينة. ويحوي مئذنة عالية وقبة تطل على المدينة بأكملها، ومكتوب على المنارة كلمة التوحيد بالإضافة إلى أسماء "العشرة المبشرين بالجنة" بالخط الكوفي، كما توجد كتابات أخرى على جدار الباحة الشرقي المُصمّمة على طراز البناء الأرتوكي؛ فهي كبيرة نسبيا.
ويحوي حرم الجامع الداخلي أعمدة مبنية من حجارة مقطعة على شكل مستطيلات ثخينة. ويمكن دخول الجامع من باحته من 4 أبواب كبيرة، وفي شمال الباحة وداخل إيوان الجامع يوجد سبيل ماء اسمه "أرتوكلو تششمسه"، تجري فيه المياه بطريقة مدهشة جدا تظهر جمال العمارة الأرتوكلية.
وتزين الزخارف المصمّمة على الطراز الأرتوكلي محراب الجامع الداخلي وخشب المنبر أيضا، كما يوجد بحانب المنبر عند الشمال بعض من لحية النبي محمد ﷺ.
وتجدر الإشارة إلى أن أعداد السياح العرب والأجانب القادمين إلى مدينة ماردين زادت في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 30 بالمئة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!