ترك برس
ينتظر أهالي مدينة ماردين جنوبي تركيا، بلهفة افتتاح جزء من قلعة المدينة التي تعرف بـ "وكر النسر"، والتي كانت لآلاف السنين شاهدا على تعاقب الدول في منطقة ما بين النهرين، ومشاركا في أحيان كثيرة في تداول الأيام بينها.
ومن المخطط افتتاح جزء من القلعة في 2017، بعد أن ظلت مغلقة لثلاثين عاما، وعقب إنهاء أعمال الترميم والحفريات الأثرية التي بدأت بها قبل أربعة أعوام، في حين تستمر أعمال التنقيب الأثرية في بقية أجزاء القلعة.
ويطلق على القلعة؛ "وكر النسر"، بسبب حصانتها الشديدة، وموقعها الذي يوفر لها إطلالة على مساحة واسعة من منطقة ما بين النهرين، حيث يبلغ ارتفاع القلعة عن السهل ألف متر، وعن مستوى سطح البحر ألف ومائتي متر.
ويتميز بناء القلعة بأنه اعتمد بشكل كبير على تشكيل صخري طبيعي، ويعود تاريخ القلعة لآلاف السنين، حيث تعاقبت عليها العديد من الأمم والحضارات، في العهد السوباري، والسومري، والبابلي، والميتاني، والآشوري، والرومي، والبيزنطي، والأموي، والعباسي، والحمداني، والسلجوقي، والدولة الأرتقية، ودولة القراقوينلو، والآق قوينلو، والدولة الصفوية، والدولة العثمانية، ويتوقع أن تعثر الحفريات الأثرية على بقايا تعود لبعض تلك العهود.
ويعود البناء الحالي إلى عهد الدولة الحمدانية، حيث تم إدخال العديد من الإضافات على الهيكل القديم للقلعة، بين عامي 975 و976 ميلادية، لتصبح أكثر تحصينا.
ولايزال عدد من أقسام القلعة قائما منذ عهد الدولة الحمدانية، كما توجد بقايا لأقسام القلعة التي استخدمت للسكنى، وتم استخدامها في عهد الدولة العثمانية كذلك.
وكتب الرحالة الذين مروا على القلعة في أزمنة مختلفة وبينهم أولياء جلبي (1611-1682)، أن القلعة ضمت صهاريج للمياه ومستودعات للحبوب والغذاء، وهو ما ساهم في جعلها قادرة على مقاومة الغزاة وتحمل الحصار لفترات طويلة.
وألهم منظر القلعة الشامخ الذي يطل من علو ويكشف جميع المناطق المحيطة بها، العديد من الشعراء.
ويعول العاملون في قطاع السياحة في ماردين، على افتتاح القلعة، لإنعاش حركة السياحة في المدينة التاريخية، والتي تأثرت نتيجة الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية.
وقال رئيس جمعية السياحة والعاملين في الفنادق في ماردين، أوزجور آزاد غونغور، في حوار مع الأناضول، إنه رافق نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتلموش، في زيارة للقلعة مع رئيس بلدية ماردين علي دوندار، ونائبي البرلمان عن ماردين، أورهان مير أوغلو، وجيدا بولونماز.
وأوضح غونغور، أنهم قدموا خلال الزيارة، العديد من الاقتراحات من أجل تنشيط السياحة في ماردين، بينها الإسراع في فتح القلعة، وتلقوا وعدا بفتح جزء من القلعة أمام الزوار العام المقبل.
وأكد غونغور، على أهمية القلعة بالنسبة للسياحة في ماردين، نظرا لأنها توفر إطلالة لا مثيل لها في أي مكان آخر، لمنطقة ما بين النهرين، ويعرب جميع زوار المدينة عن رغبتهم في الصعود إلى القلعة.
واعتبر إسماعيل سنجار، الذي يعمل مع إحدى وكالات السياحة، أن افتتاح القلعة سيسهم في زيادة عدد السياح القادمين إلى المدينة، وجعلها مقصدا هاما للرحلات السياحية الجماعية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!