ترك برس
رأى البروفيسور برهان الدين دوران، مدير عام مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا"، أن المملكة العربية السعودية قد تفقد دورها الإقليمي وتواجه أزمة وجودية في حال اعتمدت فقط على طاقات وحسابات الإمارات ووعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المترددة.
وفي تحليل نشرته صحيفة "صباح" التركية، وترجمه موقع "أخبار تركيا"، أشار إلى أن تغيير ولي العهد في المملكة العربية السعودية، وتعيين محمد بن سلمان على هذا المنصب، لم يكن مفاجئاً بالنسبة لعواصم العالم بما فيها أنقرة وواشنطن.
ولفت دوران إلى أنه مع ترسيخ الرياض لمكانها كفاعل أساسي في السياسة الخارجية تشكّلت توقعات ببدء مرحلة صنع قرار أكثر فاعلية من ذي قبل. حتى أنّ هناك محللين ذكروا أن وصول محمد بن سلمان لمنصب ولي العهد بهذه السهولة سببه علاقاته الوطيدة مع ترامب وهو ما أسموه بـ "تأثير ترامب".
وأضاف دوران: "يمكننا تقييم تعيين الأمراء الشباب في مناصب حساسة بالمملكة مع تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد على أنه "بدء حكم جيل شاب" في الأسرة الحاكمة. كما يمكن اعتبار اتضاح السلسلة الحاكمة في الأسرة السعودية، على أنه عنصر استقرار".
إلا أن هناك علامات استفهام، حسب رأي دوران، حول النهج الذي ستتبعه الرياض في سياساتها الإقليمية كون محمد بن سلمان شاباً طموحاً يتصف بروح المغامرة. كما أن إفضاء الاتفاق الشخصي له مع محمد بن زايد إلى تصفية حركات إسلامية ديمقراطية مثل الإخوان المسلمين، والتدخل الفاشل في اليمن وحصار قطر، يثير بعض المخاوف في المنطقة.
وأوضح الخبير التركي أن من المحتمل بقوة أن يُسرع وليا العهد من حساباتهم على الزعامة الإقليمية بعد أن اكتسبا شجاعة كبيرة لذلك من تحفيز دونالد ترامب للقادة العرب خلال قمة الرياض. وعند تذكر أن تقليص دور إيران هو المادة الأساسية في أجندة واشنطن الخاصة بالشرق الأوسط يمكن التنبؤ بأن السعودية ستولي أهمية أكثر لسياساتها الخشنة.
إلا أن استمرار الحوثيين في السيطرة على صنعاء على الرغم من الضربات السعودية، يظهر عدم قدرة السعودية على التغلّب على وكلاء طهران. فضلاً عن أن انخفاض أسعار البترول والمشاكل التي يعانيها الاقتصاد السعودي، يطرح أسئلة حول المصدر الذي ستؤمن منه الرياض أسعار صفقات الأسلحة التي وعدت بشرائها من ترامب.
ودعا دوران العائلة الحاكمة في السعودية إلى "أن تقوم بتقدير إمكاناتها السياسية والعسكرية والاقتصادية بشكل جيد. إذ أنه من الممكن جداً فقدان المملكة العربية السعودية لدورها الإقليمي بل حتى يمكن أن تواجه أزمة وجودية في حال اعتمدت فقط على طاقات وحسابات الإمارات ووعود ترامب المترددة".
وأضاف الخبير التركي: "الجمع بين أولويات واشنطن وبين التوازنات الفوضوية الخليجية أمر يحتّم وضع استراتيجيات فائقة الدقة. على سبيل المثال لا الحصر، تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية الأخيرة والمليئة بالشك".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!