ترك برس
يحتفل المسلمون اليوم في معظم أنحاء العالم الإسلامي بعيد الفطر المبارك بعد أن صاموا طيلة شهر رمضان وامتنعوا عن الطعام والشراب من طلوع الشمس إلى غروبها، ما يجعل الصيام أكبر شعيرة تعبدية جماعية على مستوى العالم.
يطلق على العيد الذي يعقب رمضان في اللغة العربية عيد الفطر الذي يعني كسر الصيام. وهنا يبرز السؤال لماذا يطلق على هذا العيد في اللغة التركية "Şeker Bayramı" التي تعني عيد السكر؟ هناك تفسيران لذلك، والراجح منهما أنه وقع تحريف أو خطأ في نطق كلمة "Şükür" التي تعني الشكر والامتنان، حيث يفترض أن هذا العيد كان يطلق عليه خلال العصر العثماني "Şükür Bayramı" ولكن حدث خلط في الحروف عند الانتقال إلى كتابة اللغة التركية بالحروف اللاتينية بدلا من الأبجدية العثمانية، ومن ثم حرفت الكلمة وأصبحت "Şeker".
أما التفسير الثاني لسبب تسمية العيد بعيد السكر هو أن الاسم مشتق من تقليد القصر العثماني في توزيع الحلويات على الجنود والأطفال بعد اليوم الخامس عشر من شهر رمضان، وهو ما أصبح فيما بعد تقليدا شعبيا في إعداد الحلوى وتوزيعها.
وعن السبب في أكل الحلوى خلال هذا العيد، فالاعتقاد السائد هو أنه تقليد مستمد من النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يتناول التمر قبل ذهابه لأداء صلاة العيد. على أي حال، يرى الأتراك أن الصائمين يحتاجون إلى مزيد من السعرات الحرارية خلال أيام العيد لتعويض صيام شهر كامل.
أصول وآداب العيد في تركيا
تقضي التقاليد في تركيا بقضاء أيام العيد مع الأسرة الكبيرة. وعلى مدى أيام العيد الثلاثة يزور الأتراك جميع أفراد العائلة مع إعطاء الأولوية لزيارة أكبر أعضاء العائلة سنا ثم من هم أقل سنا. وإذا عرفت هذا التقليد فينبغي أن لا تصيبك الدهشة حين ترى الحشود تتدفق على المقابر، وخاصة في أول أيام العيد لزيارة أقاربهم وأحبائهم الذين غيبهم الموت عقب صلاة العيد مباشرة. وجرت العادة على زيارة بيوت أفراد الأسرة الأكبر سنا والأقرب في اليوم الأول، بينما تخصص الأيام التالية لزيارة أفراد الأسرة والجيران.
ويعرف تقليد زيارة الأهل والجيران في اللغة التركية باسم "bayramlaşma" التي تعني معايدة. أما التحية التي يتبادلها الأتراك عند التهنئة بالعيد، فهناك ثلاث تحيات مستخدمة "Bayramınız kutlu olsun" و"Bayramınız mübarek olsun" اللتان تعنيان عيدكم مبارك، و"Mutlu bayramlar" التي تعني عيد سعيد.
على مدى أيام العيد الثلاثة، ولاسيما في اليوم الأول، يرتدي جميع أفراد الأسرة أفضل ما لديهم،وغالبا ما تكون ثيابا جديدة، ويتوجهون لزيارة أقربائهم. وأن تكون الأصغر سنا في الأسرة فهذا يعني أن عليك أن تزور أفراد العائلة الأكبر سنا، أما بقية أفراد الأسرة فإنهم يستعدون للترحيب بالزوار، ويشاركونهم تناول الشاي أو القهوة أو الوجبات الخفيفة التقليدية مثل البقلاوة، وورق العنب المحشو.
عند إلقاء تحية العيد في الزيارات المنزلية، هناك تقليدان ثابتان: رش ماء الكولونيا على اليد، والثاني أن يتقدم الصغير سنا لتقبيل يد كبار السن. والقاعدة غير المعلنة هي أنه إذا كان الشخص الأكبر سنا في عمر الجد أو الجدة فعليك أن تتقدم لتقبيل يده قبلة خفيفة. ويرد كبار السن بإعطاء أحفادهم هدية مالية "عيدية" يشترون بها حلوى.
الحلويات وعيد السكر
من التقاليد الثابتة الأخرى في عيد الفطر أو عيد السكر هو شراء أنواع كثيرة من الحلوى أو تحضيرها في المنزل وتقديمها للزوار طيلة أيام العيد. وقبل أسابيع من حلول العيد تجد أرفف المطابخ وقد امتلأت بصناديق الشوكولاتة إلى جانب الحلويات التركية التقليدية، مثل راحة الحلقوم، والحلاوة، ولقمة القاضي، وحلوى مسحوق اللوز، وسكر النبات، والمرزبانية، والبقلاوة التي تعدها كثير من الأسر يدويا في المنزل.
أما الجلاش فيعد خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، ويعد المنافس الشعبي الوحيد للبقلاوة خلال عطلة العيد، حيث يعد عيد الفطر عيدا لهذه الحلوى. ويختلف الجلاش التركي عن نظيره في العالم العربي اختلافا كبيرا، إذ لا يتفقان سوى في الاسم فقط. وهو عبارة عن بودنغ الخبز أو عجينة فيلو ويضاف له ماء الورد، ويضاف له الفستق والبندق.
ومن التقاليد الشائعة في الأعياد في تركيا إن الأطفال يطرقون أبواب الجيران لإلقاء تحية العيد. فإذا كنت تقضي أجازة العيد هناك، فعليك أن تستعد لترد لهم التحية بإعطائهم بعض الحلوى.
الهدوء الكبير في المدن
يميل الأتراك إلى تمضية عيد الشكر في منازلهم، ولكن نظرا لأن العيد عطلة رسمية صادف إن جاءت هذا العام في فصل الصيف، فإن كثيرا من العاملين والموظفين ينتهزون هذه الفرصة لقضاء العطلة خارج المدن. وإذا أضفنا إلى هذين العاملين إن المدن الكبيرة في تركيا تميل إلى الحصول على القليل من الراحة بعد رمضان، فإن الشوارع تكون هادئة، ومعظم المحلات التجارية مغلقة خلال أيام العيد الثلاثة. في حين أن الشوارع هادئة، ومعظم المحلات التجارية وجميع المباني الرسمية مغلقة خلال عطلة لمدة ثلاثة أيام. ومن العجيب أنه رغم الهدوء الذي يلف المدن فإن وسائل المواصلات تظل مزدحمة، لأن من يبقون في المدن يتوجهون إلى المقابر لزيارة أحبائهم الموتى.
وعلى ذكر وسائل النقل، فقد قررت بلدية إسطنبول خفض تعريفة النقل بنسبة 50% خلال عطلة العيد، وأن يكون عبور جسر شهداء 15 يوليو وجسر السلطان محمد الفاتح بالمجان. أما في أنقرة فستكون الحافلات مجانية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!