ترك برس
قال المحلل السياسي الإيراني، سعيد جعفري، إن قائمة المطالب التي تقدمت بها دول الحصار كشرط مسبق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع قطر والتي تشمل إغلاق شبكة الجزيرة وخفض العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، قربت بين إيران وتركيا من جديد في جبهة واحدة.
ونقل جعفري في مقال نشره موقع المونيتور، عن الدبلوماسي الإيراني السابق، نصرة الله طاجيك، قوله: "كان من الممكن في البداية توقع أن السعودية لن تتمكن من تشكيل تحالف ضد قطر. وكانت الكويت وعمان أهم اللاعبين العرب الذين لم ينضموا إليها في عزل قطر، ناهيك عن أن الأعمال السعودية أزعجت تركيا أيضا، ويمكننا أن نتوقع تداخل المصالح بين طهران وأنقرة".
وأشار جعفري إلى أن المواقف المعارضة لعزل قطر التي تبنتها الجهات الإقليمية الفاعلة تثبت أن الوضع أكثر تعقيدا، وأن قرار تركيا الوقوف إلى جانب قطر قسم المنطقة إلى جانبين: السعودية وحلفاؤها العرب الذين يعارضون الدوحة من جانب، وتركيا وإيران وبدرجة أقل روسيا التي تدعم الدوحة من جانب ثان.
وأضاف أن تركيا كانت تتمتع قبل التطورات الأخيرة بعلاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية، وكانت طهران تشعر بالقلق من أن تنضم تركيا إلى جبهة الرياض المناهضة لإيران. لكن محاولات السعودية لعزل قطر، دون النظر في علاقات الدوحة الوثيقة مع أنقرة، أعادت إثارة الخلافات بين أنقرة والرياض حول تفسيرههما للربيع العربي وانقلاب السيسي.
ووفقا للمحلل الإيراني، فإن السعودية تجد نفسها الآن في موقف صعب، فبعد أن كانت الرياض تتوقع أن تخلق جبهة موحدة ضد قطر بمساعدة جماعية من دول عربية عربية أخرى، أنشأت بدلا من ذلك الشرق الأوسط ثنائي القطب.
اعتقدت السعودية أنها يمكن أن تجعل قطر مطيعا من خلال الضغط، ولكنها بدلا من ذلك دفعت قطر وتركيا إلى التقارب مع إيران، وعززت المحور الإقليمي لإيران. وبالإضافة إلى كل ذلك، كانت السعودية تعتمد على الدعم الأمريكي الكامل، غير أن ترامب أوضح أن الأولوية لدى البيت الأبيض هي بيع الأسلحة وكسب المال، وهو ما نجح فى تحقيقه لدى الجانبين المتنازعين فى فترة قصيرة من الزمن.
على أن المحلل الإيراني استبعد في ختام مقاله أن تؤدي إجراءات السعودية إلى تشكيل تحالف جديد بين قطر وتركيا وإيران وروسيا، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات سيكون لها فوائد كثيرة لطهران، منها أن إيران يمكنها أن تطمئن من أن السعودية لن تكون قادرة على تشكيل تحالف موحد من الدول العربية والإقليمية ضدها، وتستطيع أن تجذب فقط اللاعبين الفاشلين والمتوسطين، كما يمكن أن توجه الانتباه الدولي إلى حقيقة أن الرياض، وليس طهران، لديها مشكلة مع لاعبين إقليميين آخرين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!