ميتي يرار -صحيفة قرار - ترجمة وتحرير ترك برس

باتت حادثة إيقاف الشاحنات التابعة لجهاز الاستخبارات الوطنية وتصويرها ثم نشر هذه المشاهد على الملأ معروفةً لدى الجميع. إذ سأتحدث وأطرح بعض الأسئلة التي تمّ التغاضي حيال هذه الحادثة:

لماذا يشير القطاع الذي حاول الانتفاض احتجاجاً على قتل المدنيين في عين عرب عقب سيطرة داعش على المنطقة، إلى محكمة حقوق الإنسان في خصوص الجهود التي تبذلها تركيا للوقوف في وجه قتل تركمان سوريا؟

ظلّت بعض الجهات صامتة عندما قدمت أمريكا الدعم والتدريب والسلاح لمنظمات تعرف أنها إرهابية، إذاً لماذا بدأت هذه الجهات بإثارة الفوضى عندما رأت أن تركيا تقدم الدعم للجيش السوري الحر؟

لماذا تصف الجهات -التي صرّحت بعبارات غير موضوعية عندما نفذ الإرهابيون التابعون  لحزب الاتحاد الديمقراطي وبي كي كي هجمات إرهابية ضد تركيا- الجيش السوري الحر بأنه الخطر الأكبر الذي يهدد أمن تركيا؟

لماذا بدأت الجهات التي زعمت أنه يجب على تركيا أن لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى عندما تم تقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام نتيجة العمليات التي نفذتها "قوة المطرقة"، بتوجيه سؤال "هل تسعون إلى تقسيم سوريا؟" إلى الحكومة التركية فيما يخص مشروع تشكيل المناطق الآمنة في سوريا؟

لماذا أباحت بعض الجهات بتقديم تركيا الدعم لمجموعات الجيش السوري الحر، في حين حافظت على صمتها عندما قدمت العديد من الدول على رأسها أمريكا، بريطانيا وفرنسا الدعم ذاته لهذه المجموعات؟ لم تكتف بذلك، بل وقدمت الشكوى ضد تركيا إلى الدول التي تدعم هذه المجموعات بالسلاح.

كيف يمكن للجهات التي لم تظهر أي ردود أفعال حيال دخول القوات العسكرية للعديد من الدول إلى سوريا وممارسة نشاطاتها المختلفة هناك، إلى جانب حملها لرموز المنظمات الإرهابية، اتهام تركيا ببناء أحلام تأسيس دولة عثمانية جديدة نظراً إلى تدخلها في مجرى الأحداث السورية في إطار مكافحة داعش؟

كيف يمكن للدول التي ارتكبت جميع أنواع جرائم الحرب في سوريا، إضافةً إلى مؤيديهم في تركيا، أن يصفوا مقاومة تركمان الساحل السوري التي امتدت إلى الحدود التركية بأنها تنظيم لعمل إرهابي؟

لماذا بدأت الجهات التي اتهمت تركيا بدعم تنظيم داعش، بتمثيل دور القردة الثلاث عندما صرّح الرئيس الأمريكي ترامب عن تأسيسه لتنظيم داعش الإرهابي؟

لماذا اختفت الجهات التي اتهمت تركيا بشراء النفط من تنظيم داعش عن الأنظار عندما أفادت التقارير الرسمية بشراء أمريكا للنفط من بعض المجموعات الكردية في كل من سوريا والعراق؟

كيف يمكن للجهات -التي امتنعت عن محاسبة قوات التحالف على عدم قصف تنظيم داعش بالطائرات، على الرغم من معرفتهم بأن داعش تستمد قوتها من عائدات النفط- أن تتهم تركيا بعدم مكافحة داعش؟

كيف يمكن للجهات -التي تصور  بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي على أنها العنصر الوحيد الذي يبذل جهداً في إطار مكافحة داعش- أن لا تكتب أي سطر حول تصريحات روسيا التي تنص على عدم مكافحة بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي لداعش، إلى جانب تأسيسهم لممر يوفر إمكانية الهروب لعناصر تنظيم داعش؟

كيف يمكن للجهات التي اتهمت تركيا بمحاولة الاستقرار في سوريا نظراً إلى تقديمها للدعم الإنساني لشعب المنطقة عقب انتهاء عملية درع الفرات في منطقة الباب، أن لا تشعر حتى بضرورة توضيح سبب احتلال بي كي كي لمنطقة سكنية كبيرة مثل منبج؟

لماذا تبرز انتقادات شديدة في خصوص استقبال اللاجئين السوريين، في حين استضافت تركيا ملايين المهاجرين من دول مختلفة؟

يمكنني ملء صفحات عديدة بالأجوبة عن هذه الأسئلة وما يشبهها من أسئلة أخرى. لكن من يجب عليه أن يجيب على الأسئلة إما أنه اختفى، أو أنه يمثل دور القردة الثلاث، أو أنه يستعد للظهور مرة أخرى ولكن بمزاعم أكثر فظاعة للتغطية على هذه الجرائم المرتكبة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس