ترك برس
قال الأمين العام لحزب الأمة الكويتي، سيف الهاجري، إن من أهم أهداف أمريكا وغرفة العمليات الدولية، هو أن لا يلتقي الربيعان العربي والتركي وأن لا يسقط جدار العلمانية التركي والاستبداد العربي الذي أقامته الحملة الصليبية منذ قرن بعد سقوط الخلافة العثمانية.
وفي بيان نشره عبر موقع الرسمي، أشار الهاجري إلى أن الأمة تعيش أحداثا كبرى بعد ثورة الربيع العربي قلبت المنظومة الدولية والإقليمية السياسية التي تحكم المنطقة، وامتد زلزال ثورة الربيع العربي للمحيط الإقليمي ليغير من سياسات واستراتيجيات الدول الإقليمية الكبرى.
وأوضح أن أول هذه الدول هي تركيا التي تفاجأت بالربيع العربي الذي قلب سياسة تركيا اتجاه محيطها العربي من سياسة صفر مشاكل، لتجد نفسها بين شعوب تسعى للحرية والكرامة وأنظمة مستبدة محمية من الغرب الصليبي لتكتشف تركيا بأنها لازالت أسيرة التاريخ والجغرافيا والهوية.
وإذا هي أمام نفس المؤامرات التي تعرضت لها الخلافة العثمانية في أواخر عهدها، لتستيقظ على وقع "الانقلاب الصليبي 15 تموز 2016م" برعاية أمريكية وأوروبية لمواجهة الربيع العربي من اسطنبول، ليذكرها بانقلاب 1908م على الخليفة عبدالحميد الثاني عندما أخبره قراصو اليهودي في اسطنبول نفسها بخلعه من الخلافة.
واعتبر الهاجري أنه لو نجح الانقلاب لظهر قراصو من جديد، لترى تركيا أن قدرها مرتبط بألف عام من التاريخ المشترك مع الشرق العربي يظهر من جديد في اسطنبول لم تستطع محوه مائة عام من التغريب والعلمنة والحصار والتآمر الصليبي.
وأشار إلى أن التاريخ السياسي المشترك بين العرب والترك بدأ منذ عهد الخليفة العباسي المعتصم بالله عام 218هـ حينما استعان بالترك لانهاء خطر الشعوبيين الخراسانيين على الخلافة ونظامها من الداخل ويحميها من الانهيار الداخلي.
وأوضح أنه منذ سقوط الحرمين الشريفين والقدس والعالمين العربي والإسلامي خاضع للنفوذ الغربي الصليبي، وانشئت أنظمة ملكية وراثية وجمهورية علمانية وظيفية، وحرصت الحملة الصليبية البريطانية الفرنسية على إقامة جدار عازل بين الشعب العربي والشعب التركي سياسي وقومي وجغرافي.
فقسمت العالم العربي وجزأته، وفرضت على تركيا إلغاء الخلافة والعلمانية (شروط كرزون وزير خارجية بريطانيا)، ليصبح القرن العشرين قرن الظلام الصليبي على العالم العربي والإسلامي.
وأضاف: مع قدوم عام 2002م بدأ التحول نحو الحرية والاستقلال يطرق أبواب تركيا باختيار الشعب التركي لحزب العدالة والتنمية ذي الهوية الإسلامية لتولي الحكم في تركيا، ومعه بدأت مسيرة التحرر والاستقلال حتى جاء الانقلاب الصليبي الفاشل عام 2016م والذي عده رئيس الوزراء التركي يلدريم حرب الاستقلال الثانية وشبه فرح الشعب التركي بفشل الانقلاب العسكري كالفرح بفتح القسطنطينية.
ودخل العالم العربي مرحلة التحول والتغيير التاريخي مع قيام ثورة الربيع العربي عام 2010م ، واستنفرت القوى الدولية الاستعمارية قواها، وبدأت المواجهة المباشرة بينها وبين الشعوب العربية التي قررت المضي قدما نحو التحرر والاستقلال.
وأقامت أمريكا وأوربا وروسيا غرفة العمليات الدولية لمواجهة الثورة العربية ودعم وتنسيق الثورة المضادة التي انطلقت مع الانقلاب العسكري في مصر، والمبادرة الخليجية والدولية في اليمن التي مهدت لعودة نظام صالح وجماعة الحوثي، والمبادرة الدولية السياسية ودعم الجنرال حفتر في ليبيا، وحصار قطر التي دعمت الربيع العربي وساندت تطلعات الشعوب.
وشكلت القوى الاستعمارية وبإدارة أمريكية التحالف الدولي والتحالف العربي لشن الحرب على الثورة في ليبيا وسوريا والعراق واليمن، ونزلت القوات الروسية والأمريكية على أرض سوريا والعراق لدعم نظام الأسد البعثي ونظام بغداد الطائفي".
وقال الهاجري إن من أهم أهداف أمريكا وغرفة العمليات الدولية، بعد مرور 15 سنة على نهوض تركيا و6 سنوات على ثورة الربيع العربي، هو أن لا يلتقي الربيعان العربي والتركي وأن لا يسقط جدار العلمانية التركي والاستبداد العربي الذي أقامته الحملة الصليبية منذ قرن بعد سقوط الخلافة العثمانية حتى لا تعود الأمة وشعوبها لوحدتها وقوتها وتسقط كل ما بنته الحملة الصليبية الأخيرة، وهو ما أدركته القوى الصليبية اليوم بأن الأحداث الملحمية الكبرى التي تسطرها الأمة سائرة نحو انتهاء نفوذهم وسيطرتهم.
وأكّد أن الوعي بطبيعة المعركة مع القوى الصليبية الدولية التي تسيطر على المنطقة وأدواتها الإقليمية والمحلية في كل بلد لهو من أهم طرق النجاح لأي حرب تحرير أو ثورة شعبية، فالحرب الصليبية الدولية التي تشن على شعوب ثورة الربيع العربي وعلى تركيا بالانقلاب العسكري والعمليات الإرهابية ومحاولة حصارها وعزلها سياسيا وجغرافيا عن عمقها العربي، جاءت بترتيب من غرفة عمليات دولية واحدة.
وتابع: مما يوجب على العرب وتركيا العمل لاستعادة مفهوم الأمة الواحدة والتاريخ المشترك، فربيعهم واحد وعدوهم واحد، وتجاوز كل العقبات السياسية والجغرافية والقومية التي غرستها القوى الصليبية بين شعوب الأمة لمواجهة الحملة الصليبية الجديدة، فالعرب وتركيا أمامهم فرصة تاريخية هيئها الله لهم ليتحرروا معا بعد مائة سنة من الاحتلال الصليبي، فقد آن الأوان للأمة لكي تجدد دينها بالتحرر والاستقلال من هذا الاحتلال.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!