ترك برس
أشادت صحيفة الشرق القطرية بالموقف التركي على المستويين الرسمي والشعبي من الأزمة الخليجي، ووصفته بأنه جاء أخلاقيا وعلى عكس لغة المصالح فى العلاقات الدولية، وفضّل أن يتأسس على مبادئ الانحياز لأصوات الحق وقيمه.
وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، أن الموقف الشعبي التركي تميز منذ اللحظة الأولى للأزمة بدعم للدوحة، حيث يعبر الأتراك في مواقع التواصل الاجتماعي عن تضامنهم مع قطر تقديرا لوقوفها إلى جانب بلادهم في أيامها الصعبة، ويقولون إنها تتعرض لمؤامرة مشابهة لتلك التي استهدفت تركيا ليلة محاولة الانقلاب.
أما الموقف التركي الرسمي من الأزمة فعكسته وترجمته بصدق تحركات الرئيس أردوغان الذى أجرى اتصالات ثنائية مكثفة مع أطراف خليجية لاحتواء الأزمة، مؤكدا أنّ بلاده ستفعل كل ما يقع على عاتقها للحيلولة دون تفاقمها، كما نلحظه فى أكثر من موقف وصورة، فبعد التصريحات الأمريكية التي صدرت من وزير الخارجية الأمريكي التي طالب فيها دول الخليج بتخفيف الحصار على قطر، رد الرئيس أردوغان على التصريحات الأمريكية بقوله: "وزير الخارجية الأمريكي طالب بتخفيف الحصار على قطر وأنا أطالب برفعه تمامًا".
ونفى أردوغان إلصاق تهمة الإرهاب بقطر وقيام دول الحصار بتصنيف بعض المؤسسات الخيرية القطرية على لائحة الإرهاب. وبالتوازي مع ذلك فتحت أنقرة خط إمداد جوى وبحرى من تركيا إلى قطر بإرسال بواخر وطائرات محملة بمنتجات غذائية تركية لتعويض النقص الحاصل في قطر بعد قطع الصادرات السعودية والإماراتية عنها.
وأضافت الصحيفة أن تركيا أعلنتها صريحة وقوية مدوية مع بدايات الأزمة أنها لا يمكن أن تقف إلى جانب الجبهة التي تحاصر قطر، ولا يمكن أن تتفرج على الأزمة محايدة، لأن الدوحة من أبرز حلفاء أنقرة في المنطقة، ورؤى البلدين ومواقفهما من الملفات الساخنة شبه متطابقة.
وتطرقت الصحيفة إلى الجولة الخليجية التي قام بها الرئيس أردوغان، وقالت إنها تأتي ضمن المساعي المحمودة والمشكورة للدبلوماسية التركية المعززة للجهود الكويتية التي بادر بها أمير الكويت.
واعتبرت الصحيفة أن جولة أردوغان في المنطقة التي شملت كلا من السعودية والكويت وقطر لها أهميتها من منظورين الأول: احتفاظ أنقرة بعلاقات طيبة مع أطراف الأزمة الخليجية؛ فضلا عن رئاسة تركيا للدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي؛ الأمر الذي يجعل الشعب القطرى ينظر ببالغ التقدير لتلك الجولة؛ ويتطلع في نفس الوقت إلى أن تتجاوب مع أهدافها وغاياتها النبيلة دول الحصار.
وختمت الصحيفة بأن تركيا فى موقفها المشرف من الأزمة القطرية تنطلق أيضا من كونها لا تنسى موقف الدوحة الأخلاقي الرافض للمحاولة الانقلابية في تركيا؛ حيث كان أمير قطر أول زعيم يتصل هاتفياً بأردوغان مقدماًدعمه ودعم قطر لتركيا في تلك المحنة التي كانت تعيشها تركيا، وهو موقف يحتفظ به الرئيس التركي لقطر؛ في الوقت الذي تباطأ فيها حلفاء تركيا الآخرون عن تقديم الدعم للرئيس التركي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!