ترك برس
قال خبير تركي في الشؤون الاستراتيجية إن حدة انتقادت العواصم الغربية ومسؤوليها السياسيين والعسكريين ارتفعت خلال الآونة الأخيرة بمجرد اتخاذ تركيا قرارا بشراء منظومة الدفاع الجوية الروسية "إس 400"، لاستخدامها بشكل منفصل عن نظام "الدرع الصاروخي" لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وفي تقرير نشرته وكالة الأناضول التركية، تناول الدكتور مصطفى كبار أوغلو، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية ودراسات الأمن الدولي في جامعة (MEF) بإسطنبول، مباحثات شراء تركيا المنظومة الدفاعية الجوية "إس 400" من روسيا، في وقت تحتاج فيه أنقرة، بشكل ملح، إلى نظام دفاع قوي في حدودها الجنوبية على وجه الخصوص.
وأشار أوغلو إلى أن الاتفاق فجّر سيناريو الانتقادات الغربية التي تعرضت لها تركيا عندما كانت تخطط للحصول على منظومة دفاع جوي من الصين، ليصنع حلقة جديدة في سلسلة مواقف تتشابه عبر التاريخ حد التماهي، تماما كما يشهد بذلك التاريخ، وتحديدا موقف حلفاء تركيا في "الناتو" إزاء قرار قبرص الرومية عام 1998، شراء منظومة الدفاع الجوية "إس 300" من روسيا.
ففي ذلك الوقت، يضيف الخبير التركي، حذر المسؤولون الأتراك نظرائهم الغربيين من أن خطوة كهذه ستعطل التوازن الاستراتيجي شرق "المتوسط" بين اليونان وتركيا لحد كبير، وسينجم عنها عواقب وخيمة لجميع الأطراف..
غير أن"عدم الرضا" كان السمة البارزة المخيمة على موقف حلفاء تركيا في "الناتو"، بل ليس من الخطأ القول إن حلفاء تركيا في "الناتو" لم يرف لهم جفن حيال خطة قبرص الرومية في نصب منظومة دفاع جوية بالجزيرة.
كما أن تخزين الجانب القبرصي الرومي بطاريات الصواريخ في جزيرة "كريت"، ومن ثم نقل إدارتها لليونان بموجب اتفاق بينهما، جاء نتيجة الموقف الحازم لتركيا بعدم نصب منظومة "إس 300" بجزيرة قبرص.
وتابع الاستراتيجي التركي: 14 عاما تقريبا على ذلك، قررت اليونان إدخال منظومة "إس 300" لنظام دفاعها الجوي، وقامت بتجربتها في مناورات عسكرية عام 2013 حملت اسم "النسر الأبيض"، ولم يصدر أي "قلق" أو "نقد" من حلفاء تركيا إزاء هذا الأمر.
غير أنه، وبمجرد اتخاذ تركيا قرارا بشراء منظومة الدفاع الجوية الروسية "إس 400"، والتي تعتبر النسخة المعدلة لـ "إس 300"، لاستخدامها بشكل منفصل عن نظام "الدرع الصاروخي" لحلف شمال الأطلسي، ارتفعت حدة انتقادت العواصم الغربية ومسؤوليها السياسيين والعسكريين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!