كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
هناك تنظيمان في سوريا.
أولهما حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب، والآخر جبهة النصرة.
القصة الرسمية لحزب الاتحاد الديمقراطي معروفة على نطاق ضيق جدًّا. الحزب تأسس عام 2004 على يد حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، ليكون ذراعه في سوريا. أما وحدات حماية الشعب فهي الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي.
أما القصة غير الرسمية فتقول إن "الاتحاد الديمقراطي" وذراعه "وحدات حماية الشعب" تأسسا بناء على طلب الولايات المتحدة. وبهدف التخلص من ضغوط تركيا وإضفاء المشروعية في الساحة الدولية على التنظيم طلبت منه تغيير اسمه. وبليلة واحدة أصبحت وحدات حماية الشعب "قوات سوريا الديمقراطية".
وبعدها، أرسلت الولايات المتحدة إلى التنظيم حتى اليوم 909 شاحنات محملة بالأسلحة والذخيرة. تمتلك الولايات المتحدة ثماني نقاط عسكرية بينها قاعدتان جويتان في شمال سوريا. وتوفر الدعم العسكري الاحترافي لمسلحي هذا التنظيم الإرهابي، وتعمل على تشكيل جيش منهم.
يشكل حزب الاتحاد الديمقراطي جزءًا من منظومة المجتمع الكردستاني، المنظمة الأم لحزب العمال الكردستاني، ومن أجل طمس هذه الحقيقة، أصبح يُذكر الآن باسم "قوات سوريا الديمقراطية".
ننتقل إلى جبهة النصرة، التي بدأت تجذب أنظار الولايات المتحدة في الآونة الأحيرة بسوريا. بدأ ساعد التنظيم يشتد في إدلب المتاخمة للحدود التركية. وهو مدرج على قائمة التنظيمات الإرهابية في كل من الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وأوروبا والأمم المتحدة. وفي الواقع، لا يوجد حاليًّا تنظيم يُدعى النصرة.
فالتنظيم غير اسمه إلى "جبهة فتح الشام" عام 2016 من أجل قطع ارتباطه بالقاعدة وإخفاء آثاره. وأسس "هيئة تحرير الشام" الشبيهة عمليًّا بـ "قوات سوريا الديمقراطية".
لكن تغيير الاسم "لم ينطلِ" على الولايات المتحدة، التي تعتبر أن "جبهة فتح الشام" هي "النصرة" المرتبطة بالقاعدة، وأدرجتها على قائمة التنظيمات الغرهابية.
تزايدت قوة جبهة فتح الشام مع مرور الوقت في إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وقبل يومين نشر المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا مايكل ريتني بيانًا بشأنها. وقال ريتني إن بلاده تعتبر جميع المقاتلين المرتبطين بجبهة النصر في إدلب جزءًا من تنظيم القاعدة، وبالتالي سيكونون مستهدفين من جانب الولايات المتحدة، رغم تغيير أسمائهم.
يأتي هذا في وقت جعل تغيير الاسم من وحدات حماية الشعب حليفًا للولايات المتحدة، ووفر لها 909 شاحنات من الأسلحة والذخائر، أما تغيير النصرة اسمها فكان بلا طائل. والمبعوث الأمريكي قال: "رغم تغيير اسمها ستبقى النصرة هدفًا للولايات المتحدة".
أي أن تلاعبًا بسيطًا بالمسميات يجعل من تنظيم إرهابي صديقًا للوايات المتحدة، عندما تسير الأمور لصالحها. لكن حين لا تصب الأمور في مصلحتها فلا يمكنك خداع واشنطن ولو غيرت اسمك مئة مرة، وستبقى هدفًا لها.
تصريحات ريتني بخصوص النصرة تكشف بكل وضوح عن نفاق الولايات المتحدة، وازدواجية معاييرها تجاه تركيا، بل عن نواياها السيئة التي تستهدف بلدنا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس