ترك برس
قال خبير ومحلل سياسي تركي إن إشعال فتيل حرب بين تركيا وروسيا لم يعد ممكنا في عهد الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، فكلاهما مدرك للمكائد الغربية، وأمريكا تعمل بأخطاء استراتيجية كبيرة على حساب حليفها التركي بإقامة كيان سياسي للأكراد في سوريا غير قابل للحياة إلا بالقوة العسكرية.
وفي تقرير تحليلي نشرته صحيفة القدس العربي، أضاف الخبير التركي محمد زاهد جول أن الشعب السوري لن يقبل في الحاضر ولا في المستقبل مثل هذا الكيان الغريب (الكردي)، وكل التغييرات الديموغرافية التي تشرف عليها أمريكا لصالح قوات حماية الشعب الكردية لن تنجح.
وأوضح جول أن الخطورة هي أن الشعب الكردي سيكون ضحية هذه المشاريع، وأمريكا وهي تعلم استحالة استقرار مثل هذا الكيان الكردي في سوريا، فإنها تخطط لبقاء الحروب المستمرة في سوريا لعقود مقبلة، وقد اختارت منذ سنوات قليلة استراتيجية القتال بأيدي غير أمريكية لتحقيق أهدافها ومصالحها، وهذا يقلل خسائرها أولاً، ويجني لها أرباحا كبيرة في مبيعات الأسلحة وغيرها.
وأشار الخبير إلى أن تركيا بحاجة إلى روسيا استراتيجيا إذا كانت جادة بإيجاد عالم متعدد الأقطاب أولاً، وأكثر عدالة في معالجة القضايا العالمية ثانياً، وزيادة التعاون الاستراتيجي السياسي والاقتصادي والعسكري مع روسيا مهم طالما كانت روسيا جادة في التعاون مع تركيا لتحقيق أهدافها، فهي بحد ذاتها أهداف روسية أيضاً.
ورأى جول أن تركيا بحاجة لروسيا في عملية شق طريقها الصعب في الصعود الدولي، وأمريكا والدول الأوروبية سقطت في اختبار تأييد تركيا في أكبر اختبار ديمقراطي في تركيا، وثبت للشعب التركي أخيرا أن الادعاءات الأوروبية بحماية الديمقراطية والحقوق الإنسانية والحريات، مجرد أدوات يستخدمها الغرب لتفكيك المجتمعات غير الغربية.
واستدرك بقوله: "بدليل أنها تؤيد أحزاب وشخصيات المعارضة التركية التي تعمل ضد أوطانها بالحجج العصرية، فالعبرة في نظر الدول الغربية لمن يعمل لخدمتها وليس من يعمل لمصالح شعبه، سواء كان ديمقراطيا أو ديكتاتوريا".
ولفت جول إلى فشل حلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة في إشعال فتيل حرب بين تركيا وروسيا في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية سوخوي عام 2015، واعتبر أن سبب ذلك أولاً حكمة وحنكة الرئيس الروسي بوتين، الذي أدرك بحسه الاستخباراتي والأمني والاستراتيجي أن إسقاط الطائرة تم بأوامر صادرة من أمريكا.
وقالت روسيا ذلك صراحة في الأيام الأولى للحادثة، ولكن تركيا نفت ذلك حتى ظهور أدلة أخرى على صحة الادعاء الروسي، بعد أن تبين للحكومة التركية أن الطيارين التركيين اللذين قاما بمهاجمة الطائرة الروسية كانا من تنظيم فتح الله غولن، الذي يقيم في أمريكا وعلى صلة وثيقة بالمخابرات الأمريكية، وفق الكاتب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!