ترك برس
ضمن فعاليات دورة التأهيل التربوي الثالثة المقامة في ولاية "قونيا" وسط البلاد، التقى السيد "علي رضا ألتونال" مدير دائرة تعليم مدى الحياة في وزارة التعليم الوطني التركية بالمعلّمين السوريين المشاركين في الدورة المذكورة مساء الأربعاء 23 آب/ أغسطس الجاري.
وفي الكلمة التي ألقاها أمام المعلمين المدربين في مقر الدورة بفندق "رامادا بلازا"، تطرّق "ألتونال" إلى التطورات الأخيرة المتعلّقة بملف التعليم السوري في تركيا، حيث بدأ الحديث عن الطلبة السوريين الملتحقين بمراكز التعليم السورية المؤقتة ونجاح الوزارة في استيعاب أعداد متزايدة ممن هم في سن الدراسة، وكذلك عن الطلبة الذين سيتم إلحاقهم بالمدارس الوطنية التركية في العام الدراسي الجديد 2017- 2018 من الصفوف الابتدائية والمتوسطة (الأول والثاني والخامس والتاسع) حيث قال: "تجاوز عدد الطلاب السوريين الملتحقين بالمراكز المؤقتة والمدارس التركية 500 ألف طالب، وتقوم الوزارة هذا العام على تحقيق التحاق 890 ألفاً من أصل 910 آلاف ممن هم في سن الدراسة، ووجهنا إدارات المدارس التركية على تسهيل التحاقهم". وأضاف بأن الوزارة تقوم الآن بإعداد برنامج لتلافي المراحل الصفية لبعض الطلبة السوريين الذين لم يتسنى لهم الالتحاق مؤخراً بالمدارس.
وطلب ألتونال من المعلمين مراسلة الوزارة عن طريق البريد الإلكتروني في حال امتناع إدارة مدرسة عن تسجيل أي طالب، كما أكّد على معاقبة كل من يمتنع من تسجيل الطلبة السوريين أو تغيير بيانات صفوفهم وخاصة طلاب المراحل الملتحقين بالمدارس التركية خاصة بعد أن تم تثبيت أسمائهم في نظام "اليوبس" وتحديد مراحلهم الصفيّة.
كما أسهب السيد ألتونال في الحديث عن اللغة العربية وأهميتها في الحياة بتركيا خاصة وأنها لغة القرآن الكريم والمسلمين جميعاً، وأن الوزارة وضعت منهاجاً خاصاً لتدريس اللغة العربية في المدارس التركية لجميع الطلاب دون استثناء وجعلته مادة أساسية ضمن المواد المدرَّسة، ولن يتم الاستغناء عنها، أما بالنسبة لإنشاء مدارس خاصة بالسوريين تدرّس باللغة العربية، فقد أشار إلى أن قانون التعليم في الدولة التركية المضيفة يحول دون ذلك.
وتطرّق أيضاً بشكل مفصّل إلى خطة التعيين الجديدة التي استهدفت معلمي مناطق "درع الفرات" حيث ذكر أن الوزارة تعمل الآن على تعيين وتوزيع ما يقارب 5 آلاف و100 معلم على كافة مدارس المدن والبلدات في الشمال السوري المحرر، والتي بلغت 103 مدارس تضم ما يقارب 100 ألف طالب، بالإضافة إلى ترميم وتأهيل 80 مدرسة أخرى وبناء العديد من المدارس الجديدة هناك.
وبعد انتهائه من الكلمة فسح ألتونال المجال للحضور لطرح الأسئلة والإجابة عليها، فتركّزت أسلة المعلمين حول ثلاثة محاور أساسية وهي: مستقبل المعلّمين السوريين الذين حصلوا على الجنسية التركية مؤخراً، ومسألة الشهادات المزوّرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة في الوسط التعليمي، وأخيراً حول إمكانية تعيينات جديدة تستهدف المعلمين السوريين من خارج الملاك.
وحول المحور الأول، أجاب السيد ألتونال: "سيتمتع المجنسون بكافة حقوق المواطنة التركية من ضمان صحي وتأمين اجتماعي وغير ذلك، ولكن من الصعب الآن نقل المعلمين المجنسين حديثاً إلى المدارس التركية لأسباب عديدة وأهمها عدم خضوعهم لامتحان KPSS الذي يؤهلهم للعمل في المدارس التركية الحكومية والذي يترتب عليه إتقان اللغة والمنهاج التركيين"، مشيراً إلى وجود ما يقارب 400 ألف مدرّس من أقرانهم الأتراك هم خارج التعيين والملاك، ورغم ذلك سيستمر تعيينهم كمتطوعين ضمن المراكز المؤقتة كالسابق مقابل منحة اليونسيف الشهرية، مع التأكيد على متابعة المعلمين جميعاً لتعلّم اللغة التركية بشتى الوسائل.
وردّاً على مداخلة "ترك برس" حول إشكالية الشهادات المزورة، أجاب السيد ألتونال: "على المزورين البحث منذ اللحظة عن عمل آخر خارج التعليم، لأننا سنطردهم من المدارس"، وألمح إلى تمكّن الوزارة مؤخراً من الحصول على بيانات الشهادات المزورة عبر إحدى القنوات الدولية.
وحول إمكانية تعيين مدرسين سوريين جدد داخل تركيا، فقد استبعد حصول ذلك نظراً لعدم وجود حاجة حالياً، مؤكداً أن الوزارة بالتعاون مع اليونسيف ليس باستطاعتهما استيعاب أكثر من المدرسين المعينين حاليًا، وعددهم 13 ألف مدرّس داخل الولايات والمخيمات التركية.
يذكر أن الدورة التأهيلية الحالية تضم الدفعة الثانية من المدربين وعددهم 306 معلمين، وقد التحقوا بها بتاريخ 20 آب/ الجاري، قادمين من الولايات التالية: إسطنبول، وقونيا، ومرسين، وغازي عينتاب، وماردين، وكلس، وإزمير، وأديامان، ومرعش، وعثمانية، وأضنة، وقيصري، وملاطية. وتستمر الدورة لغاية 30 من الشهر نفسه على أن يبدؤوا بتدريب المعلمين داخل الولايات المذكورة ابتداءً من الخامس من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل ولمدة 10 أيام.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!