كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
آخر ضربة تلقتها "الشراكة الاستراتيجية" التركية الأمريكية كانت إلغاء صفقة أسلحة لحرس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقيمة 1.2 مليون دولار. ولا بد أن الولايات المتحدة تسعى إلى تمرير رسالة هامة لأردوغان من خلال هذه الحركة.
رسالة ليست غريبة على الأتراك. ولنعتبرها استمرارًا للتهديدات التي لم تنقطع منذ أحداث منتزه "غيزي" 2013، حتى المحاولة الانقلابية في 15 يوليو 2016.
هذا التطور يكشف أن "الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين انتهت منذ زمن بعيد، وأن العلاقات بينهما اليوم تقتصر على المستوى الفني. ولنتكلم بصراحة، من غير الممكن الحديث عن "شراكة استراتيجية" إذا كانت الإدارة الأمريكية لا تبيع أسلحة لحرس أردوغان، وتستغلها كأداة لابتزاز الرئيس التركي.
تدرك الدولة التركية هذه الحقيقة، وجميع المسؤولين في أنقرة، وعلى رأسهم أردوغان، يعلمون أن الشراكة الوثيقة الممتدة على مدى خمسين عامًا مع الولايات المتحدة، أصبحت الآن من الماضي. ومع أن المسؤولين الأمريكيين يتحدثون من حين لآخر عن شراكة مع تركيا، إلا أن هذه التصريحات في جملة مقتضيات الدبلوماسية.
ليس سرًّا أن أنقرة لم تعد تضع مخططاتها وتجري حساباتها وفق الغرب. فموقف واشنطن في المحاولة الانقلابية وسلوك القوات الأمريكية في قاعدة إنجيرليك خلال المحاولة فتح عيون الجميع في أنقرة.
ولا بد للمرء أن يكون ساذجًا حتى يصر على "الشراكة الاستراتيجية" مع واشنطن، التي تحمي زعيم المحاولة الانقلابية، وترسل آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة إلى تنظيم إرهابي يهدد وجود تركيا.
الولايات المتحدة لا تبيع الأسلحة حتى لحرس أردوغان، لكنها ترسل آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة مجانًّا إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا.
وبينما تسلح البنتاغون حزب الاتحاد الديمقراطي ضد تركيا، تضع ألمانيا قادة تنظيمي غولن والعمال الكردستاني تحت حمايتها بذريعة "اللجوء". تدعم الولايات المتحدة وأوروبا التنظيمات الإرهابية ضد تركيا بحماس من شأنه قلب القيم العالمية رأسًا على عقب.
تقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية وراء التهديدات الموجهة إلى وحدة تركيا. تصوروا أن حليفنا الاستراتيجي يقف موقف الراعي والداعم للتنظيمات الإرهابية التي تهدد وحدة ترابنا.
وإذا كان الوضع واضح المعالم إلى هذا الحد، من غير الممكن أن تعتبر أنقرة الولايات المتحدة "شريكًا استراتيجيًّا" لها.
يدرك الجانبان أن "التحالف الاستراتيجي" لم يعد سوى حبر على ورق، وبناء عليه يقومان بحملاتهما. لا تعتمد تركيا على أوروبا ولا على الولايات المتحدة في مسألة تحقيق أمنها القومي. على العكس تمامًا، تتخذ أنقرة تدابيرها المتعلقة بالأمن القومي بالنظر إلى الحملات الأمريكية الأوروبية المناهضة لتركيا.
تعليق صفقة الأسلحة الخاصة بحرس أردوغان لم يدهش أحدًا. ولم يكن القرار مفاجئًا لا بالنسبة لأردوغان ولا لشعبه. فقناع الولايات المتحدة سقط منذ زمن بعيد في عيون الأتراك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس