فادي قدري أبو بكر - خاص ترك برس
يمكن القول أن اتفاق القاهرة الذي وُقع يوم 12/10/2017 كان اتفاقاً براقاً من الناحية النظريةيترقب الكل الفلسطيني تطبيقه بلهفةٍ كبيرة، بما يتضمنه ذلك من تقاسم للسلطات بين حركتي فتح وحماس بعد أن عانى الشعب الفلسطيني لأكثر من عقدٍ من الزمان من سلطة الحزب الواحد وما مثلته من إقصاء وتهميش وقهر للمواطن الفلسطيني.
لن تعني المصالحة الفلسطينية بشكلها البدائي سوى تغير في شكل السيادة من سيادة بحكم السلطة إلى سيادة بموجب توافق المصالح، ولكن حتى توافق مصالح حركتي فتح وحماس، لا بد أن يُوافق مصلحة الشعب الفلسطيني بغض النظر عن النسبة التي سيحوز عليها، وكلما تقدمت المصالحة واستكملت المسيرة نحو تحقيق الوحدة الوطنية، فإن النسبة التي يحوزها الشعب ستعلو أكثر فأكثر.
تتمثل أهمية إنجاز المصالحة الفلسطينية في خسارة الاحتلال الاسرائيلي الرهان على استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني، الذي يمثل صوناً لأمن اسرائيل ومصالحها في المنطقة.
يرى الأستاذ حسن عبد العظيم الأمين العام للاتحاد الإشتراكي العربي أن "مخطط الشرق اﻷوسط الكبير والجديد لتقسيم دول المنطقة انتقل من دور التخطيط إلى دور تنفيذ". وفي قراءتنا لسياسة شد الأطرا ف الإسرائيلية التي نظّر لها بن غوريون عام 1948م، وما يجري اليوم من حديث حول امكانية انفصال كردستان العراق وما سبقه من انفصال جنوب السودان، كلها معطيات تشير إلى أن هذه السياسة ما زالت سارية المفعول وحقيقة أن إسرائيل لم ترسم حدودها النهائية حتى اليوم تؤكد حقيقة هذه المزاعم.
وفر حلفاء اسرائيل من القوى العظمى والقوى الإقليمية المؤثرة في المنطقة بيئة إقليمية حاضنة لمشاريع الإنفصال ومستوعبة لها. مما يعني أن اسرائيل ستدفع بكل إمكاناتها وأدواتها العربية وغير العربية لزرع بذور الانقسام والاقتتال داخل التركيبة الفلسطينية السياسية.وفصل الضفة عن غزة سيبقى أحد أهم أولوياتها، الذي تم التمهيد لإستيعابه إقليمياً وأممياً.
إن هذه المعطيات لا يمكن التعامل معها استراتيجياً إلا بتحقيق الوحدة الوطنية فهي السلاح الاستراتيجي لشعبنا. ولهذا فإن المطلوب من كل من حركتي فتح وحماس رفع الغطاء عمن يعبث بأمن مجتمعنا الفلسطيني و يضع أي عراقيل من شأنها تعطيل المصالحة.
المرحلة القادمة لن تكون بالسهلة وعلى شعبنا أن يخوض معاركه كافة في آنٍ واحد، والمطلوب أن ننتصر في كافة هذه المعارك الوطنية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس