نديم شنر – صجيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
في مقالة له نشرتها صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، كتب فيليب غوردون المساعد السابق لوزير الخاجية الأمريكية "آن الآوان لاعتبار تركيا بلدًا من الشرق الأوسط وليس حليفًا مقربًا وموثوقًا".
لا تخدعنكم صفة "السابق" المذكورة في تعريف منصب فيليب غوردون. فهو موظف رفيع من عهد أوباما، ومع أنه غادر منصبه إلا أن آراءه تمثل السياسات النافذة المتبعة حاليًّا في الولايات المتحدة.
صحيح أن دونالد ترامب أصبح رئيسًا للولايات المتحدة، غير أن سياسات أوباما هي المتبعة.
تعمد الولايات المتحدة أحيانًا إلى توجيه رسائل عن طريق موظفين رفيعين سابقين. ولهذا فإن عبارات غوردون تختصر الاستراتيجية التي ستتبعها الإدارة الأمريكية حيال تركيا في المستقبل.
وفي هذا الحال يتوجب طرح السؤال التالي: هل الولايات المتحدة. حليف موثوق؟".
إذا كانت الولايات المتحدة منحت أكثر من ألفي شاحنة من الأسلحة والذخيرة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، ذراع حزب العمال الكردستاني الإرهابي الذي تكافحه تركيا منذ سنين، وإذا كانت تحاول إقامة ممر على طول الحدود الشمالية لسوريا يخضع لسيطرة هذا الحزب الإرهابي، فأعتقد أن الولايات المتحدة ليست حليفًا موثوقًا.
إذا كانت الولايات المتحدة تواصل حماية فتح الله غولن رغم كشف علاقته بالمسؤول المدني عن المحاولة الانقلابية كمال باطماز، بالوثائق المرسلة من تركيا إلى وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، ورغم إثبات علاقة منظمة غولن بالمحاولة الانقلابية بالإفادات والصور، فأعتقد أن الولايات المتحدة ليست حليفًا موثوقًا.
إذا كانت الولايات المتحدة تتغاضى عن إقامة أشخاص على أراضيها اتضح تورطهم بالمحاولة الانقلابية ولا يملكون حتى جواز سفر، وإذا كانت تستخدمهم مطية في عملية استخباراتية ضد تركيا، فأعتقد أن الولايات المتحدة ليست حليفًا موثوقًا.
إذا كانت الولايات المتحدة تعاقب الأتراك جماعيًّا عقب حبس متين طوبوز العامل في قنصليتها بإسطنبول والذي يمتلك علاقات غير طبيعية مع المدعين ورجال الشرطة المنتمين لمنظمة غولن، وتسعى لإثارة الفوضى فأعتقد أن الولايات المتحدة ليست حليفًا موثوقًا.
إذا كانت الولايات المتحدة تفرض على تركيا تعليق جميع طلبات التأشيرة، وهو ما لم تطبقه حتى على عدوتها اللدودة روسيا فأعتقد أن الولايات المتحدة ليست حليفًا موثوقًا.
وإذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى محاكمة تركيا على أنها "بلد يرعى الإرهاب" من خلال الزج بها في قضايا رجل الأعمال الإيراني رضا صراف، وتلعب لعبة سياسية ضدها، فأعتقد أن الولايات المتحدة ليست حليفًا موثوقًا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس