ترك برس
كات العلاقات التركية - الأمريكية تشهد في الفترات الأخيرة، توتراً وأزمات خفية تنضج على نار هادئة إلى أن اعتقلت أنقرة مواطناً تركياً يعمل لدى القنصلية الأمريكية بإسطنبول، الأمر الذي آل فيما بعد إلى أزمة عُرفت بـ "أزمة التأشيرات". مما أثار تساؤلاً في الأذهان مفاده: ما نوع وطبيعة "التحالف الاستراتيجي" بين أنقرة وواشنطن؟
وفي حديثه لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، يقول البروفسور برهان الدين دوران الكاتب الصحفي ورئيس وقف الدراسات السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، إن علاقة التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية لم يعد لها معنى حقيقي بعد الآن، مستدلاً على ذلك ببعض تصريحات السفير الأمريكي لدى أنقرة جون باس، عقب أزمة التأشيرات.
يُشير دوران في تعليقه هذا إلى حديث السفير الأمريكي لدى أنقرة جون باس عقب أزمة التأشيرات، الذي قال فيه إن عدم تعرض تركيا لأي اعتداء من قبل "داعش" طوال الأشهر التسع الماضية، هو نتيجة للتعاون الاستخباراتي والأمني بين أنقرة وواشنطن، التصريح الذي اعتبره بعض المحللين تهديداً خفياً تجاه تركيا، فيما ذهب البعض الآخر أبعد من ذلك ليقولوا بأن واشنطن كانت تعلم بالاعتداءات السابقة وأخفتها عن أنقرة.
ويضيف دوران في تعليقه على هذا التصريح، بأن عدم حدوث أي اعتداء في الأشهر الأخيرة ضد تركيا من قبل "داعش"، لا يعني ذلك تخلي التنظيم المذكور عن الاعتداء، بل لأنه لم يعد باستطاعته فعل ذلك نتيجة العمليات الأمنية والعسكرية التركية، فضلاً عن التعاون الأمني بين الحكومة التركية وحكومات البلدان الأخرى.
ولفت دوران إلى أن تصريح السفير هذا إنما يدل على تآكل علاقات التحالف بين البلدين، إذ أن تصريحاً كهذا أقرب ما يكون إلى لغة التهديد، مبيناً أن من الظواهر الأخرى على فقدان التحالف بين البلدين معناه الحقيقي، رفض واشنطن تسليم فتح الله غولن، ودعمها وتسليحها لتنظيم "ب ي د" في سوريا بأكثر من 3 آلاف و500 شاحنة مليئة بالمعدات العسكرية والأسلحة.
وتطرق دوران إلى اللقاء الصحفي الذي عقده السفير الأمريكي لدى أنقرة والذي وُجّهت فيه الدعوة إلى وسائل إعلامية معينة دون صحف ووسائل إعلامية أخرى، مستدركاً بالقول: "إن الولايات المتحدة لا تتحمل انتقادها من قبل وسائل الإعلام في تركيا. إلا أن من غير الممكن عدم انتقاد حليف كالولايات المتحدة، خاصة وهي لا تدعم تركيا في مرحلة حساسة تمر بها في مكافحة الإرهاب."
واختتم دوران حديثه بالإشارة إلى وجوب لملمة ما تبعثر من العلاقات بأقرب وقت ممكن، إذ أن الوقت غير مناسب أبداً للتضحية بعلاقات البلدين، وأن هذا النوع من الحملات يستهدف تغيير وجهة نظر ترامب تجاه تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!