نهال بينغيسو كراجا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
تحدثت المقاتلة البريطانية كيمي تايلور، التي تقاتل ضد تنظيم داعش في سوريا، إلى صحيفة إنديبندنت. تايلور توجهت إلى سوريا عام 2015، وقبل أن تتخذ هذا القرار عملت من أجل قضية "روجاوة" لمدة طويلة مع عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه المسلح وحدات حماية الشعب.
خلال هذه الفترة، تنقلت تايلور باستمرار ما بين سوريا والبلدان الأوروبية من أجل توعية الأوروبيين بخصوص قضية "روجاوة"، وعندما أدركت أن الخطابات والمحاضرات لن تكفي، انضمت إلى "وحدات حماية المرأة"، وشاركت في الصفوف الأولى للقتال.
البريطانية البالغة من العمر 27 عامًا، "راديكالية" إلى درجة أنها تغير الوحدة التي تقاتل فيها من أجل البقاء بمحيط الرقة حتى اليوم وفي الصفوف الأولى للقتال.
وتقول تايلور: "أعطيت هذه الحرب كل ما أملك، وأنا مستعدة للموت في سبيل تحقيق ما تصبو إليه روجاوة"، ولا تعتبر أن مهمتها قد انتهت حتى مع إخراج تنظيم داعش من الرقة.
قد تكون كيمي تايلور البريطانية الوحيدة التي تقاتل في معركة روجاوة، لكن من المعروف أن هناك الكثير من مواطني الدول الغربية في سوريا بهدف القتال ضد داعش.
الكثير من المسيحيين والعلمانيين الغربيين يقاتلون "جهادًا" في سبيل دعواهم، في صفوف وحدات حماية الشعب، التي تمارس التطهير العرقي بإصرار فريد وتطرد لأهالي من منازلهم وتصادر حقولهم من منطلق معتقدات متشددة.
لكن الغريب في الأمر أن العالم لا يعتبر هؤلاء جهاديين، رغم أنهم غادروا منازلهم الدافئة وقدموا إلى المنطقة وهم مستعدون لبذل أرواحهم أو إزهاق أرواح الآخرين في سبيل الجهاد من أجل ما يحملونه من معتقدات. بل إنه لا يعدهم حتى "راديكاليين".
أليس هذا غريبًا؟
توصيف "مقاتل أجنبي إرهابي" قالب جاهز من أجل مواطن فرنسي أو بريطاني من أصول مغاربية قرر التوجه إلى سوريا من أجل القتال ضد قوات نظام الأسد لأنه لم يتحمل مشاهد جثث الأطفال وهي تُستخرج من تحت أنقاض منازل قصفتها مقاتلات الأسد.
دمغة "جهادي" معدّة ليوسم بها رجل قرر الانضمام إلى كتيبة في منطقته لقتال النظام السوري، بعد أن عاش مأساة فقدان جميع أفراد عائلته جراء تدمير النظام منزلهم على رؤوسهم.
لكن إن كنت قادمًا من البلدان نفسها من أجل القتال ضد تنظيم داعش وخدمة الثورة التي تزمع وحدات حماية الشعب القيام بها، فلا توصيف ولا دمغة، بل موافقة مرفقة بالثناء والإشادة.
الأمر المثير للاستغراب أيضًا أن توصيف جهادي لا يُستخدم حتى من أجل ميليشيات حزب الله أو المجموعات الموالية لإيران التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، رغم استخدمها الوسائل العنيفة التي يستخدمها مسلحو تنظيم داعش.
في مكان تمارس فيه كل مجموعة جهادها الخاص، رأينا أن توصيف المجموعات السنية المعارضة فقط بأنها "جهادية"، مخصص من أجل وسم الجانب الخاسر.
خسرت المعارضة السورية، وفاز نظام الأسد في المعركة منذ اليوم الذي استخدمت فيه هذه اللغة لتوصيف الأطراف المتحاربة في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس