عبد الله مراد أوغلو – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
احتدمت نقاشات المؤسسات السياسية في واشنطن فيما يخص مستقبل "الإصلاح الضريبي" و"الاتفاق النووي الإيراني". مع استمرار الجدال بخصوص الجنود الأمريكيين الأربعة الذين قُتلوا في النيجر، لقي رد الرئيس ترامب على زوجة أحد الجنود المقتولين بعبارة "إن هؤلاء الجنود كانوا على دراية بالعواقب التي قد تواجههم" رد فعل كبير. إذ لم يدرك الرأي العالم الأمريكي تواجد جنودهم في النيجر إلا بعد مقتل الجنود الأربعة. وتم تفسير هذه الحادثة بفشل استخباراتي كبير بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهة أخرى اتهمت الدوائر الأمريكية التي تدعم الاستقلال الكردي الرئيس ترامب بالتسبب بهزيمة أكراد كركوك بعيد تركهم وحيدين من دون أي دعم أو حماية في وجه القوات العراقية المدعومة من قبل إيران التي تعدّ عدواً كبيراً ب لأمريكا.
وفقاً لهذه الدوائر الأمريكية التي تشمل أيضاً "إيريك برنس" الرئيس التنفيذي السابق لشركة الأمن الخاصة "بلاك وتر" والمعروفة بقوة علاقاتها مع صحيفة "بريتبارت نيوز" الأمركية فإن الأكراد الذين يُعدّون الحليف الأكثر وفاءاً لأمريكا بعد إسرائيل يؤدون دوراً استراتيجياً مهما في تطوير العقيدة الجديدة المعارضة لإيران ونقلها إلى أرض الواقع. كما أفصح إيريك برنس خلال تصريحه لصحيفة بريتبارت عن رغبته بتدخل الرئيس ترامب في بغداد لصالح الأكراد.
أما بالنسبة إلى قادات البشمركة فقد انتقدوا وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تيللرسون" خلال لقاءاته التي أجراها أمام الإعلام الأمريكي، إضافةً إلى تعبيرهم عن شعورهم بخيبة الأمل نتيجة للموقف السلبي الذي اتخذته إسرائيل مؤخراً.
وقال مسؤولو البشمركة: "إن إسرائيل لم تكن موجودة عندما كنا بأمسّ الحاجة إليها"، علماً بأنهم صرّحوا مسبقاً عن دعم إسرائيل لمشروع الاستقلال الكردي بكل حماس. ذكر "بين كوهين" خلال مقالته التي نشرتها صحيفة "ذي ألجيمينير جورنال" في 17 أكتوبر/تشرين الأول العبارات التالية: "القوات العراقية هي قوات إيرانية في أساسها. إنهم ينفذون مشروع الهلال الشيعي الممتد عبر سوريا والعراق ليصل إلى تلال لبنان والجولان. سيذهبون إلى إسرائيل في نهاية المطاف".
في حين نقل عبر مقالة أخرى له في 20 أكتوبر/ تشرين الأول ما ذكره "طارق بن جاف" أحد قادات البشمركة، إذ قال بن جاف: "نحن بلد شقيق مع إسرائيل. ويجب على إسرائيل أن تدرك مدى خطورة سيطرة إيران على المناطق المجاورة للحدود السورية مثل كركوك والموصل وجبل سنجار".
كما ورد خبر آخر في صحيفة "بريتبارت نيوز" يوضّح أن رئيس مركز السياسة الأمنية "فرانك جافني" قد وصف الاستراتيجية التي يتبعها الرئيس ترامب تجاه الأكراد بأنها خطأ تراجيدي واستراتيجي فادح.
وأضاف جافني: "لا شك في أن أعداء الأكراد هم ذاتهم أعداؤنا بلا أي استثناء" محذراً من وجود احتمال فقدان أمريكا لدعم الأكراد. بالنسبة إلى جافني كان الخطأ الذي ارتكبه الرئيس ترامب حين اتخذ موقفاً محايداً أمام بغداد وأربيل هو وليد الوصية السيئة لمستشار الأمن القومي الجنرال "أم سي ماستر" الذي طالب ببقاء أمريكا ضمن إطار اتفاقية إيران النووية.
كان جافني يقارن ما حدث في كركوك بالانتفاضة المجريّة التي وقعت في عام 1956. إذ حرّضت أمريكا المجريين على الانتفاضة في وجه روسيا السوفيتية، ولكن سرعان ما خذلتهم بعد أن نفذوا ما طالبتهم به أمريكا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس