ترك برس
قال المهندس وليد بن عبد الكريم الخريجي، سفير المملكة العربية السعودية لدى أنقرة، إن مبادرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول "العودة إلى الإسلام المعتدل"، أثارت أسئلة عديدة عن مفهوم العبارة وماذا يعني ذلك للسعودية الجديدة، ولاقت صدى إيجابي دولي وإقليمي حتى في تركيا.
وخلال حوار مع صحيفة "ديلي صباح" التركية، أضاف الخريجي: "لكني لمستُ بعض الطروحات والآراء في الأوساط السياسية والإعلامية التركية التي تُنبئ عن عدم فهم لموقف المملكة في هذا الشأن".
وتابع السفير السعودي: "لن أتحدث هنا عن الآراء التي تتبنى نظرية المؤامرة وربط المملكة بـ "أجندات خفية" أو "مشروعات استعمارية"، وغيرها من الأصوات الغريبة عن المجتمع التركي والتي ذهبت بخيالها بعيدا جدا عن الواقع".
وشدّد على أن "مثل هذه الأصوات الفردية لن تؤثر بإذن الله في مسيرة المملكة كما أنها لن تعكر صفو العلاقات الطيبة بين البلدين".
وأوضح: المملكة تصريحاتها دائما ما تنطلق من سياستها الواضحة، ولا ترضخ لإملاءات أحد، وتتعامل مع الدول من مبادئ حسن الجوار وأسس العلاقات الدولية بين مختلف الأطراف لتحقيق مصالح شعبها.
وأما فكرة الوسطية والتغيير الاجتماعي، فالمسألة ببساطة أن قيادة المملكة ارتأت رؤية اقتصادية ثقافية لنهضة البلاد، ومحاربة الأفكار الدخيلة التي تعيق أهداف التنمية، والتي دخلت على مجتمعنا بعد عام 1979م، نتيجة أسباب عدة أحدها بل أهمها الثورة الإيرانية الراديكالية، التي أيقظت الخطاب الديني المتشدد في إيران والذي قابله تطرف عقائدي في بعض مجتمعات السُنة.
ولقد اتخذت المملكة الكثير من الخطوات لمحاربة التطرف والإرهاب، ومنها على سبيل المثال، إنشاء مجمع الملك سلمان للحديث النبوي في المدينة المنورة بأمر مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
مما يعبّر عن الاهتمام البالغ الذي يُوليه الملك سلمان لخدمة الإسلام من الوجوه كافة، حيث يأتي ذلك في وقتٍ تشتـدُّ فيه حاجة العلماء والدارسين والباحثين لدراسة ونشر الأحاديث النبوية الشريفة، بالطرق العلمية المعتمدة عند علماء الحديث، وطبقاً لقواعد علوم الحديث.
وتابع السفير: هذا الأمر هو من الضرورات التي تفرضها الأوضاع الفكرية والعلمية والثقافية التي يمر بها العالم الإسلامي اليوم، حيث تنتشر أنواع من الثقافة الإسلامية التي لا تستند إلى قواعد ثابتة من العلوم الشرعية، وتقوم على أحاديث موضوعة أو ضعيفة، أو على تفسيرات منحرفة لأحاديث صحيحة، مما ينشر البلبلة، ويساهم في الترويج للانحرافات العقدية التي تسيء إلى الخطاب الديني.
وإذا كنا نعمل دائما على تصحيح المفاهيم العلمية والدينية، فنحن نتوقع المساندة من الجميع ومباركة هذه الخطوة والمساهمة معنا في مسيرة التنمية الاقتصادية والثقافية بدلا من أن الاتجاه إلى نشر الشائعات التي لا طائل منها سوى تمزيق الأمة ونشر العداوة والبغضاء بين الناس.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكّد في وقت سابق، أن بلاده بدأت "تعود" إلى "الإسلام المنفتح على العالم"، متوعدا أصحاب الأفكار المتطرفة بالتدمير الفوري، كما اعتبر أن هذه المواجهة لا تشكل تحديا.
وقال ابن سلمان ردا على سؤال بشأن التغييرات التي تشهدها السعودية، إن 70% من الشعب السعودي تقل أعمارهم عن ثلاثين سنة، مضيفا "بكل صراحة لن نضيع ثلاثين سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم وفورا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!