هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
خلال مناورات عسكرية لحلف شمال الأطلسي تجري في النرويج تحت اسم "تريدنت جافلين" حدثت فضيحة مزدوجة لم يُرَ لها مثيل فيما سبق.
باختصار، في الحادثة الأولى، وُضع تمثال لأتاتورك بين الزعماء الأعداء. وفي الثانية، افتُتح حساب مزور باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونشر الحساب مشاركات مسيئة.
مع انتشار خبر الحادثتين أعلنت تركيا سحب قواتها المشاركة في المناورات الجارية في النرويج.
إذا نظرنا من كل النواحي، نجد أن الحادثة فضيحة من جميع الوجوه. وتركيا محقة في استنكارها وإدانتها إلى أبعد الحدود.
أصدر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ بيانًا اعتذر عبره من تركيا، لكن ذلك لا يخلي مسؤولية الحلف في هذه الفضيحة. ويتوجب على ستولتنبيرغ الحضور بنفسه إلى أنقرة وتقديم اعتذار شفوي إلى أردوغان، والإعلان عن التدابير المتخذة من أجل الحيلولة دون وقوع حوادث مشابهة مستقبلًا.
لا يمكن تفسير ما حدث بالرعونة واللامبالاة فقط. فالأوساط النافذة في الحلف تتخذ موقفًا معاديًا لتركيا بشكل علني.
تمتلك تركيا ثاني أكبر جيش في حلف الناتو. ومنذ سنوات الحرب الباردة أدت الكثير من المهام الخطيرة من أجل الحلف. واليوم أيضًا يجازف الجيش التركي بأفراده من أجل السلام في أخطر المناطق بدءًا من البلقان وحتى بلدان أفريقيا وأفغانستان.
وفي المقابل، يتخذ الناتو موقفًا معاديًا للغاية في مواجهة تركيا.
رأينا جميعًا موقف الحلف خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف يوليو 2016. فبلدان الحلف حتى اليوم تؤوي الضباط المنتمين لتنظيم غولن والذين كانوا يعملون مع الحلف.
والأعضاء المؤثرون في الحلف كالولايات المتحدة وألمانيا يفرضون حظرًا صريحًا في مسألة بيع الأسلحة إلى تركيا.
الدفاع الصاروخي نقطة ضعف لدى تركيا. وحتى الآن لا نملك منظومة من هذا النوع. لا نملك القدرة على ردع ودحر هجوم صاروخي من البلدان المجاورة.
تسعى القوات المسلحة التركية منذ مدة طويلة إلى سد هذا العجز من خلال القيام بإنتاج مشترك للأنظمة الدفاعية الخاصة بالناتو، لكن أيًّا من البلدان المنتجة لم يقبل التعاون مع تركيا في هذا الخصوص.
جاء قرار أنقرة بشراء منظومة إس-400 من روسيا في ظل هذه الظروف القاهرة. ليأتي الرد الأمريكي أمس، بتهديد تركيا مجددًا، حيث مررت واشنطن رسالة إلى أنقرة مفادها "إذا اشتريتم منظومة إس-400 لن نسمح لكم باستخدام مقاتلات إف-35 المتطورة".
فتلك هي التضحيات التي أقدمت عليها تركيا حتى اليوم وهذا رد حلف الناتو...
لكن الأمور لا تنتهي عند هذا الحد. فسوف يرى الجميع في وقت قريب حجم الفجوة التي يسببها تهميش تركيا داخل النظام الأمني للغرب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس