هاكان جليك – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الآونة الأخيرة، اتصالين هاتفيين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. والتقى وزير الخارجية مولود جاوش أوغلو مع نظيره الألماني هايكو ماس.
بدوره أجرى وزير الثقافة والسياحة التركي والمتحدث باسم الرئاسة التركية اتصالات ولقاءات مع نظرائهما الألمان.
المحور المشترك لهذه الاتصالات والاجتماعات هو فتح الجسر الجوي بين ألمانيا وتركيا، وإلغاء حكومة برلين تحذير السفر إلى تركيا.
أعلنت الخطوط الجوية التركية ولوفتهانزا الألمانية برامج رحلاتها بين البلدين منذ أيام. هناك شركات ألمانية كثيرة في تركيا، حيث يستثمر الألمان في القطاع الفندقي.
تشغل شركة فاربورت الألمانية مطار أنطاليا. وينبغي عدم إغفال وجود قرابة 4 ملايين شخص من أصول تركية في ألمانيا، وعشرات آلاف الألمان المقيمين بشكل دائم في تركيا.
أوردت ما سبق للتذكير بالعلاقة القوية والخاصة بين ألمانيا وتركيا. لا شك أن البلدين معنيان بأمن وسلامة مواطنيهما، لكن تركيا ليست بلدًا متخلفًا.
وعلاوة على ذلك، فهي من أفضل البلدان مكافحة لكورونا، وتمتاز ببنيتها التحتية القوية وكوادرها الصحية المؤهلة بشكل جيد.
تركيا أنجح من كثير من بلدان أوروبا على صعيد عدد الإصابات ونسبة الوفيات وحصيلة المتعافين، كما أن المنشآت في تركيا تخضع لرقابة محكمة ويمتلك معظمها شهادات ألمانية مثل "TÜv Süd".
لا أتحدث عن الماركات المعروفة في تركيا مثل ريكسوس وماندارين وماكس رويال، حتى المنشآت المتوسطة تمتلك معايير تفوق أوروبا بمراحل. ومستوى النظافة في تركيا ليس له مثيل لا في فرنسا ولا إيطاليا ولا إسبانيا.
في ظل هذا المشهد، لا يمكن تفهم أو قبول تمديد ألمانيا التحذير من السفر إلى تركيا حتى أغسطس. تعتقد برلين أنها لن تواجه مشاكل إن فتحت الحدود مع الاتحاد الأوروبي فقط.
يبدو أن الألمان نسوا على الأغلب أن نسبة كبيرة من العدوى بوباء كورونا انتقلت إلى بلادهم عن طريق جارتهم النمسا.
أعتقد أن الموقف الألماني المتصلب يتجاوز المخاوف من الفيروس. ظلم كبير اعتبار تركيا بؤرة عدوى بينما يمكن للألمان، دون تحذير من السفر، زيارة إيطاليا وإسبانيا حيث توفي 80 ألف شخص بسبب الوباء.
يبدو أن حكومة برلين مستسلمة للأحكام المسبقة في الأوساط السياسية ولمناهضي تركيا، ولحملات التشويه التي تصل حد الكراهية في الإعلام الألماني.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس