هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
كما هو الحال في سوريا، تحول الملف الليبي إلى أزمة فيها أطراف عديدة، يصعب حلها. ومع تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول إمكانية التدخل العسكري بدأ التوتر يتصاعد.
من الصواب أن تتابع تركيا عن كثب الملف الليبي نظرًا للروابط التاريخية والثقافية فضلًا عن الاستثمارات والمصالح الاقتصادية.
لا يمكن توقع نأي أنقرة بنفسها عن ليبيا بينما تتدخل دول لا تطل حتى على المتوسط كروسيا وغيرها. تقف تركيا إلى جانب الحكومة المعترف بها دوليًّا، ووجودها هناك متوافق مع القانون الدولي.
حققت حكومة الوفاق تفوقًا في مناطق استراتيجية بعد تدخل الطائرات المسيرة التركية. ومما يدل على ثبات الموقف التركي زيارة وفد يضم وزير الخارجية ورئيس جهاز الاستخبارات والمتحدث الرئاسي إلى طرابلس.
بعد كل هذه الحملات التركية بدأ عدد من البلدان من بينها فرنسا ومصر بالتحرك لعرقلة أنقرة.
يحتدم الجدل بين اليونان وتركيا حول قبرص وبحر إيجة. وفي الأسبوع الماضي، حدث توتر بين السفن التركية والفرنسية. إذا استمرت الأمور على هذا المنوال فقد يظهر احتمال مواجهة ساخنة في المتوسط.
لا أظن اليونان تخاطر بمواجهة الجيش التركي بمفردها. لكن إذا اشتد التوتر ووقفت تركيا ومصر وجهًا لوجه فإن اليونان ستنحاز بوضوح لمصر.
ومع تصاعد التوتر، أعتقد أن فرنسا ستقدم دعمًا خفيًّا لليونان، إلا أنها لن ترغب بمواجهة مباشرة مع تركيا.
تشكل تحالف في مواجهة تركيا مكون من فرنسا واليونان وجنوب قبرص ومصر ودول من الخليج.
كما أن روسيا تقف إلى جانب حفتر، ولذلك فهي ضمنيًّا في صفوف هذا التحالف. لكن يمكن لأنقرة وموسكو إيجاد أرضية لاتفاق ما، رغم كل خلافات وجهات النظر.
عمق الحوار بين أردوغان وبوتين يدفع للتفكير بأنه ما زال هناك فرص حاليًّا للتوافق. من المؤكد أن تركيا ستلعب دورًا في مستقبل ليبيا عبر الخطوات التي تقدم عليها.
سيحدد موقف أنقرة وموسكو وقرار واشنطن سير الأحداث بليبيا في المستقبل القريب. مع أن الإدارة الأمريكية لم تقدم بعد على حملة تغير التوازن.
يحتل الملف الليبي مكانًا هامًّا في الاتصالات بين أردوغان وترامب. وليس من المستبعد أن تقدم أنقرة وواشنطن على تحرك مشترك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس