تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
في إطار الاستراتيجية الهجومية الجديدة لمكافحة الإرهاب ينفذ الجيش التركي باستمرار عمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني. ونتيجة لذلك تجاوز عدد قتلى الحزب خلال الاثني عشر شهرًا الماضية ثلاثة آلاف، ودُمر أكثر من ألف مخبأ.
الهدف من الاستراتيجية تطهير 25 كم من الداخل حتى الحدود التركية من المعسكرات الإرهابية، إضافة إلى معقل الحزب في جبال قنديل.
يقول الجنرال المتقاعد إسماعيل حقي بيكين، الرئيس السابق لدائرة الاستخبارات في الأركان التركية إن الاستراتيجية الجديدة ضيقت مساحة التحرك أمام حزب العمال الكردستاني.
ويضيف بيكين: "ترصد الطائرات المسيرة الإرهابيين في المعسكرات والمغارات وتضربهم، كما تقصف مقاتلات إف-16 الأهداف على بعد 15-20 كم، فهناك إمكانية للقصف الدقيق من الجو. وبطبيعة الحال كان من أسباب هذا النجاح أيضًا رفع عدد ألوية المغاوير إلى 12، وتتشكل من عساكر محترفين. كما أن القوات الخاصة في الدرك والشرطة بدأت بالمشاركة في عمليات الجيش التركي. وهذا ما ضيق الخناق كثيرًا على حزب العمال الكردستاني".
- وماذا عن معسكرات الحزب في جبال قنديل؟
يجيب بيكين: "يمكن لتركيا التوجه إلى قنديل فقط بالتعاون مع إيران، وهناك مؤشرات على ذلك. قتل عناصر حزب العمال الكردستاني 8 من حرس الحدود الإيراني في الآونة الأخيرة، وهذا يعني أن الهدنة المستمرة بين الطرفين منذ 2011 قد انتهت، وأن الحزب يعمل على إثارة مشاكل في إيران بموجب طلب الولايات المتحدة أو إسرائيل".
ويضيف: "إثارة الاضطرابات في إيران ثمن لوجود الحزب في العراق وسوريا. سيطلق حزب العمال الكردستاني عملًا إرهابيًّا كبيرًا في إيران، ولهذا يمكن لتركيا والعراق وإيران الاتفاق بشأن القضاء على إرهاب الحزب. وأنقرة وطهران تنفذان عمليات منفصلة ضده من حين لآخر".
- في مثل هذه الحالة ما الموقف الأمريكي؟
يوضح بيكين أن "واشنطن لا يمكنها فعل شيء. لكنها تسعى لتضييق الخناق على تركيا الآن من الناحية السياسية والاقتصادية عبر طرق مختلفة كإثارة قضية رجل الأعمال رضا ضرّاب، بهدف عرقلة التعاون التركي الإيراني العراقي. والدعوى المذكورة ليست قضائية وإنما ملف سياسي بحت".
ويستطرد قائلًا: "لكن بيد تركيا ورقة شديدة الأهمية، فقد لجأ إليها طلال سلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب العمود الفقري لها. وبإمكان لتركيا إعداد ملف ممتاز بفضل المعلومات التي يملكها الرجل، ويمكن مواجهة ملف ضرّاب بهذا الملف".
- وكيف ذلك؟
يجيب بيكين: "ما يعلمه هذا المتحدث شديد الأهمية. فهو على اطلاع على علاقات الولايات المتحدة مع قوات حماية الشعب ومع داعش، وعلاقات وحدات حماية الشعب مع النظام السوري. يمكن إعداد ملف بواسطة هذه المعلومات. لكن في المقابل يمكن أن يقدم معلومات خاطئة. الحذر واجب، فعمليات الجاسوسية من هذا النوع كثيرة، وقد يقدم معلومات مضللة لتركيا...".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس