ترك برس

وصفت مصادر إسرائيلية مطلعة التقارب المتسارع بين تركيا وروسيا وإيران حول الشأن السوري بالخطوة المقلقة للغاية لإسرائيل، لأن هذا المحور سيمس المصالح الإسرائيلية في الساحة السورية قبيل تسوية دائمة.

وقال المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرونوت، أليكس فيشمان، إن الوتيرة التي تجرى بها هذه اللقاءات بين الدول الثلاثة غير مسبوقة، وهدفها على الأرجح هو تقديم الرد على الخطوات السعودية ضد إيران وحزب الله بدعم من أمريكا وإسرائيل.

وأشار فيشمان إلى اللقاء الثلاثي الذي عقد أمس في أنطاليا بين وزراء خارجية روسيا، وإيران وتركيا الذي وصفه باللقاء المفاجئ، وإلى لقاء ثلاثي آخر لرؤساء أركان الدول الثلاث سيعقد اليوم أو غدا، وفي إطاره ستجري استعدادات للقاء قمة للزعماء الثلاثة ـ الرئيس الروسي بوتين، الرئيس التركي أردوغان والرئيس الإيراني روحاني ـ يوم الأربعاء المقبل في سوتشي في الثاني والعشرين من الشهر الحالي.

ونقل فيشمان عن مصادر إسرائيلية مطلعة أن سلسلة اللقاءات المكثفة هذه تستهدف السماح للإعداد السريع لاتفاق بين الدول الثلاث حول صورة سوريا في اليوم التالي للتسوية الدائمة. ووفقا لهذه المصادر، فإن الحديث يدور عن خطوة مقلقة جدًا لإسرائيل.

ووفقا لفيشمان فإن إسرائيل تخشى من أن يؤدي توثيق أواصر هذا المحور إلى تثبيت الوجود الإيراني في سوريا ويسمح بحفظ المصلحة الإيرانية فيها، لا سيما في ضوء الاتفاق الروسي الأمريكي الذي وقع أخيرا حول المسألة السورية. فهذا الاتفاق يؤدي عمليا إلى إنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة والتخفيف الكبير من الوجود الروسي على الأرض السورية، مما يؤدي إلى وجود حالة من الفراغ، لذلك تخشى إسرائيل من تدعيم الوجود الإيراني بدعم روسي وذلك بغية الحفاظ على نظام بشار الأسد ومنع سقوطه.

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أمس بعد لقاء الوزراء أنها بحثت في المحادثات الشروط الثلاثة لتخفيض مستوى العنف في ما يسمى "المنطقة الخامسة" في سوريا. وهذا يعني، وفقا لفيشمان، أن الروس، والأتراك والإيرانيين توصلوا إلى تفاهمات حول النفوذ التركي في منطقة إدلب- عرفان، المجاورة للحدود مع تركيا.

وقال فيشمان إن الحديث يدور عن اتفاق مصالحة إقليمية يمس مصالح الأكراد السوريين، الذين يسيطرون على أجزاء من هذه المنطقة. ويأتي التحالف التركي مع الروس للتخريب على السياسة الأمريكية التي تؤيد مصالح الأكراد السوريين في المنطقة.