ترك برس
عقب خمسة أشهر من بدء الأزمة الخليجية، وثلاثة أشهر من زيارته الأخيرة قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجولة خليجية أخرى في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، شملت هذه المرة الكويت وقطر فقط دون الرياض. مما دفع محللين وخبراء إلى التساؤل عن سبب عدم زيارة أردوغان الرياض، خاصة وأن هذه الجولة الخليجية لأردوغان تزامنت مع تطورات كبيرة في الداخل السعودي، وعقب مواقف للرياض تجاه الورقة الكردية في سوريا والعراق، مختلفة عما قبلها.
حول هذا الأمر كتب الباحث الفلسطيني سعيد الحاج، مقالاً نُشر على موقع المعهد المصري للدراسات، يصف فيه زيارة أردوغان الأخيرة إلى المنطقة الخليجية، بالمختلفة عن سابقاتها، ففي الوقت الذي كانت فيه زيارة أردوغان في تموز/ يوليو الفائت شبه مقتصرة على البحث عن حلول للأزمة الخليجية ودعم الوساطة الكويتية، غلبت على الزيارة الأخيرة في نوفمبر/ تشرين الثاني، الأبعاد الاقتصادية والتجارية.
وفي معرض تعليقه على عدم شمول الزيارة للرياض، يقول الكاتب الفلسطيني: "هي دلالة على جانب من الأهمية لا يخفى على متابع، ولعل لذلك علاقة بتطورات المشهد السعودي الداخلي من جهة، وعدم رضى السعودية عن الموقف التركي من الأزمة الخليجية من جهة أخرى، وانزعاج أنقرة من موقف الرياض من الملف الكردي في كل من سوريا والعراق من جهة ثالثة."
وبحسب الكاتب، فإن وتيرة الزيارات والاتفاقيات الموقعة بين كل من تركيا من جهة وقطر والكويت من جهة أخرى، وخاصة الأمنية والعسكرية منها، تحمل رسالة واضحة ذات علاقة بالأزمة الخليجية. إذ أن زيارة أردوغان هذه إلى الكويت وقطر، جاءت بعد أسبوعين من زيارة نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك للكويت، وبعد شهرين من زيارة رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح لأنقرة.
مما كان ملفتاً خلال الزيارة هذه، الرسالة التي حملتها تشكيلة الوفد التركي الواسعة، فقد رافق الرئيس التركي كل من عقيلته والمتحدث باسمه، ورئيسا أركان الجيش وجهاز الاستخبارات، ووزراء الدفاع، والخارجية، والاقتصاد، والطاقة والموارد الطبيعية، والعدل، والمواصلات والاتصالات والنقل البحري، والشباب والرياضة، والسياحة والثقافة، والغابات والثروة المائية، والغذاء والزراعة والثروة الحيوانية.
ويضيف "الحاج" قائلاً: "إذا كانت لغة الأرقام واضحة في الكويت حيث كانت القمة هي الرابعة التي جمعت الرئيس التركي بأمير الكويت، فقد كانت أوضح في الدوحة حيث كانت القمة التي جمعت أردوغان بأمير قطر الثالثة بعد الأزمة والرابعة خلال هذا العام والـ 15 منذ تولي أردوغان الرئاسة في آب/ أغسطس 2014، وقد نتج عنها 14 اتفاقاً في مختلف المجالات."
ويشير الكاتب الفلسطيني في مقاله إلى "اتفاقية تعليم وتدريب قوات الدرك" الموقعّة بين تركيا والكويت خلال زيارة رئيس وزراء الأخيرة في أيلول/ سبتمبر الماضي، مبيناً بأنها قد تكون خطوة على نفس الطريق القطري فيما يخص الاتفاقية العسكرية بين الدوحة وأنقرة، لا سيما في ظل تسريبات حول سعي الكويت لاتفاقية عسكرية مستقبلاً مشابهة لنظيرتها القطرية - التركية.
واختتم سعيد الحاج بالإشارة إلى أن تركيا اليوم تمثّل الموازن الإقليمي الذي قد يجذب كلاً من قطر والكويت وربما عُمان إليها، لذا فإن الكويت مؤخراً التقطت كيف أن تركيا هي الصديق الصدوق في الأيام السوداء، وبنت على ذلك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!