شيبنيم بورصالي – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
يضغط العالم بأجمعه على تركيا لأنهم يريدون عودة تركيا القديمة، لكن ما هي تركيا القديمة؟ إنها تركيا التي كانت تتسول على أبواب صندوق النقد الدولي وتخضع لجميع المهمات التي توكّل بها من أجل مبالغ بسيطة، تركيا القديمة التي لم يكن فيها القرار السياسي بيد الشعب، عندما كان السياسيون يتعرضون للضغط من قبل الجيش والقضاء والمنظمات الاجتماعية غير الحكومية كلما أرادت أن تكون دولة مستقلة، عندما كانت الديمقراطية على حافة الهاوية نتيجة الانقلابات الرسمية والانقلابات المموّهة بحجة التطوير والتحديث، تركيا التي ساد فيها عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وإمكانية إسقاط الحكومات في أي وقت.
يمكننا الاستمرار في وصف تركيا القديمة ولكن هذه العبارات المذكورة تكفي لتوضيح الأزمات المريرة التي عانت منها تركيا في السابق، بطبيعة الحال إنهم لا يريدون تركيا التي تمارس سياسة مستقلة في الداخل والخارج وتعطي الأولوية لمصالح وتوقعات الشعب التركي والجمهورية التركية بدلاً من مصالح أمريكا وأوروبا وحلف الناتو، ولهذا السبب يشعرون بالغضب تجاه تركيا الجديدة ويضغطون علىيها من خلال السلاح وشتى أنواع الافتراءات والتحالفات، يضعون تركيا وشعبها ورئيسها واستقلالها التام على لائحة الهدف، لكن لن ينجحوا في ذلك، ربما لا يدركون ذلك بعد ولكن اقترب اليوم الذي سيثبت لهم ذلك على أرض الواقع.
نقلاً عن لسان "عاكف تشاغتاي كيليج" نائب حزب العدالة والتنمية في ولاية سامسون التركية: "إن رفع النائبة الألمانية سيفيم داغديلين العلم الإرهابي في البرلمان الألماني هو انعكاس الذهنية الداعمة للإرهاب في أوروبا، إن وظيفة النائب المنتخب من قبل الشعب الألماني ليست دعم المنظمات الإرهابية.
المشروع الوطني التركي لتوليد الطاقة ورد فعل أمريكا وأوروبا على ذلك
إن أردنا رؤية السياسة الوطنية على أرض الواقع فيكفي أن ننظر إلى مبالغ الاستثمارات والرسائل الموجهة خلال حفل افتتاح محطات توليد الطاقة الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي في الكلية الحربية برعاية الرئيس أردوغان، كما يكفي التصريح عن إنشاء 2774 من المنشآت ذات قدرة 8222 ميغاواط خلال سنة 2017 وبالتالي تحطيم تركيا للرقم القياسي العالمي في هذا الخصوص لإدراك سبب الغيرة التي تشعر بها أمريكا وأوروبا تجاه تركيا.
كما قال الرئيس أردوغان خلال حفل الافتتاح: "اذا كانت محطات توليد الطاقة الكهرومائية تعيق هجمات المنظمات الإرهابية فذلك يعني أننا نسير على الطريق الصحيح، والآن نحن نستعد للدخول في مشروع إنشاء محطات لتوليد الطاقة النووية، ويبدو أن ذلك يتسبب بالإزعاج للبعض، لكن ذلك لن يجدي نفعاً لأن تركيا ستستمر في تنفيذ هذه المشاريع واحدة تلو الأخرى".
ويأتي بعدها قول وزير الطاقة "بيرات ألبيرق": "هناك العشرات من محطات توليد الطاقة الحرارية والنووية قيد الإنشاء في أمريكا وأوروبا، ويجب عليها أن لا تصوّر ما تحلّله لنفسها على أنه محرّم على تركيا، كما سنواصل الارتقاء بمشاريع الطاقة المستدامة إلى أن نحقق هدف تحويل تركيا إلى دولة أكبر وأقوى".
لا فرق بين أمريكا وحلف الناتو "الولد سرّ أبيه"
من الممكن تشبيه السياسيين الذين لم يدركوا أن فضيحة حلف الناتو الأخيرة وإساءته لأتاتورك والرئيس أردوغان هي مسألة وطنية ويحاولون تصويرها على أنها مسألة شخصية بصخرة لا ترى ولا تسمع ولا تفهم بل تبقى ثابتة على وضعيتها وموقفها بسبب عنادهم في عدم إدراك الواقع.
سأوضّح الأمر لمن لا يريد الإدرك، أمريكا تسدد 70 بالمئة من مصاريف حلف الشمال الأطلسي "الناتو" المكوّن من 28 عضواً، لذلك حلف الناتو يتحرك بناء على نوع العلاقات التي ترغب أمريكا بتأسيسها مع دولة ما، أي أن الـ 27 عضواً في كفة وأمريكا في كفة أخرى بالنسبة إلى حلف الناتو، كما يمكنكم رؤية السبب في تصرف الناتو بهذا الشكل من خلال النظر إلى علاقات أمريكا بـ بي كي كي وتنظيم الكيان الموازي وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية في سوريا خلال الفترة الأخيرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس