ترك برس
قالت وكالة "فرانس برس"، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى إلى تزعم التحرك الإسلامي في مواجهة اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكن من غير الواضح إن كان سيتمكن من تنسيق الرد في ظل انقسام الدول الإسلامية.
والأربعاء الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده رسميًا بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.
ويشمل قرار ترامب الشطر الشرقي من القدس، الذي احتلته إسرائيل عام 1967، وهي خطوة لم تسبقهُ إليها أي دولة.
الرئيس أردوغان، عبّر عن غضبه إزاء القرار الأمريكي، وقال إن المدينة المقدسة هي "خط أحمر" بالنسبة لجميع المسلمين.
ودعا أردوغان الرئيس الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي إلى عقد قمة للمنظمة في 13 كانون الأول/ديسمبر الجاري في اسطنبول.
"فرانس برس"، نقلت عن "ضيا ميرال"، الباحث في مركز التحليل التاريخي وأبحاث النزاعات التابع للجيش البريطاني، قوله إن أردوغان "يسعى إلى تنسيق رد فعل دولي (...) من غير الواضح ما يمكن أن يكون عليه الرد الملموس، فأي تحرك ينطوي على مخاطر بالنسبة لاردوغان ولتركيا".
وأشارت الوكالة إلى أن تركيا وافقت عام 2016 على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل بعد قطعها في 2010 اثر مهاجمة البحرية الإسرائيلية سفينة "مافي مرمرة" ضمن اسطول لرفع الحصار عن غزة وقتل عشرة ناشطين أتراكاً.
واستأنف الجانبان التعاون في قطاع الطاقة بشكل الخاص. لكن نادراً ما حشد أردوغان الرأي العام من أجل العلاقات مع إسرائيل في حين حافظ على علاقات جيدة مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وفق "فرانس برس".
ويتذكر أنصار أردوغان باعتزاز كيف خرج في كانون الثاني/يناير 2009 من جلسة نقاش في دافوس مع الرئيس الإسرائيلي المتوفى شيمون بيريز احتجاجا على عدم منحه وقتا كافيا للرد على دفاع بيريز عن الحرب الاسرائيلية الدامية على قطاع غزة.
وتخلى أردوغان عن الخطاب الدبلوماسي في تحذير نظيره الأميركي من مخاطر الاعتراف بالقدس، مستخدما اللغة التي يخاطب بها ألد أعدائه، حسب تعبير الوكالة الفرنسية.
وقال أردوغان "أنت يا ترامب، ماذا تريد أن تفعل؟ أي نوع من السياسات هذه؟ القادة السياسيون لا يصبون الزيت على النار، إنهم يعملون من أجل السلام".
وقال بولنت الرضا، مدير مشروع تركيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية انه "من غير الواضح اذا كان لرد فعل أردوغان القوي أي تأثير على ترامب. ما هو واضح أن قضية القدس ستُفاقم بلا جدال الفتور في العلاقات التركية الأميركية التي تعاني أصلا من ضغوط كبيرة".
من جهة أخرى، قال مدير برنامج البحوث التركي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "سونر كاغبتاي"، إن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان "قريب أيديولجيًا من حركة حماس".
وأضاف "هذا يعني أن أردوغان لا يمكن ان يكون طرفا محايدا في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي"، على حد قوله لـ"فرانس برس".
وبحسب الوكالة الفرنسية، ستشكل قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول فرصة لاردوغان لتأكيد مكانته بصفته زعيماً اسلامياً عالمياً.
ولكن من غير الواضح إن كان سيتمكن من توحيد مواقف الدول الأعضاء بما في ذلك إيران والسعودية اللتان تقفان على كفي نقيض في نزاعات المنطقة.
وتضم المنظمة 57 عضوا وهي تأسست في سنة 1969 بعد حريق في المسجد الأقصى في القدس.
وكتب المحللان عوفير زالزبرغ وناتان ثرال من المجموعة الدولية للأزمات أن تركيا "ستضطلع بدور بارز في تنسيق رد الدول المسلمة على الإجراء الأميركي" لكنهما أضافا أن معظم قادة الخليج ومصر وغيرهم "سيكتفون على الأرجح بالعبارات الخطابية الرنانة للتعبير عن معارضتهم" ومن غير المرجح أن يجازفوا بتخريب علاقاتهم الجيدة مع الولايات المتحدة.
وقال ضيا ميرال، إن "تركيا سعت إلى حمل راية التحالفات الإسلامية خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية ولكنها لم تحقق نتائج تذكر".
وأضاف أن منظمة التعاون الإسلامي "كيان ضعيف وقلما يتفق أعضاؤها على برنامجها أو يلتزمون بالقضايا المشتركة" وأنه لمساعدة الفلسطينيين فإن الأجدى هو توثيق التعاون مع الاتحاد الأوروبي ودول الغرب التي انتقدت قرار واشنطن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!