هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
نتعلم وندرك ونحن ندفع ثمن غاليًا..
هذا أمر جيد! لأننا لن ننخدع بسهولة مرة أخرى أمام الألاعيب البراقة والمظاهر التي تكسو العلاقات المشبوهة..
على سبيل المثال تنظيم فتح الله غولن..
أدركنا أن التنظيم ليس عبارة عن جماعة غولن فحسب!
لأننا عندما ننظر نرى وراءه:
حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ووزارة العدل الأمريكية، وحتى البنتاغون..
ولا يقف الأمر عند هذا الحد..
فقد ظهر عناصر التنظيم في اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وبلا خجل، جاءت مؤسسات التنظيم وممثلوه، أو على الأصح تم جلبهم إلى الاجتماع.
وعندما بعثت تركيا رسالة هددت فيها بـ "مقاطعة" المنظمة، تأجلت الأزمة في الوقت الحالي.
***
هل يختلف موضوع تنظيم داعش؟
قبل سنوات، عندما قلت على شاشات التلفاز وفي مقالاتي هنا، إن هذا التنظيم "يشبه أحد إنتاجات هوليود، وفي المستقبل سوف يُستخدم في أغراض أخرى" لم يعجب الحديث البعض، أما الآن فهم يحللون ويكتبون قائلين إن "داعش من رأسه إلى أخمص قدميه، أداة من صنع الغرب".
ولو لم تُفتضح حكاية "تحرير الرقة" بقرار خفي من جانب الدولة في بريطانيا، من يدري ماذا كانت قريحة خبرائنا (!) ستتفتأ عنه بخصوص هذا التنظيم..
الأمر نفسه يسري على مسألة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية..
قيل عنه إنه حركة يسارية شيوعية كردية.. وإذ بنا نجد أنفسنا فجأة في مواجهة قيادة القوات المركزية الأمريكية (سنتكوم)، المكونة من ثمانية قواعد عسكرية في شمال سوريا اثنتان منها قاعدتان جويتان..
***
نحمد الله أن هذه "الصحوة" لا رجعة عنها!
غير أنه آن الأوان، ويكاد يفوت، من أجل وضع استراتيجية أشمل على المدى الطويل لحملاتنا على الصعيد الدفاعي.
كما ينبغي علينا التشمير عن سواعدنا من أجل تحديد سياسة/ استراتيجية جديدة تجاه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحيث تشمل الاتفاقيات المبرمة مع الطرفين سابقًا.
لماذا؟
لأن العالم لا يمر بعصر من الاستقرار النسبي، وإنما بفترة من الاقتتال، التي تخضع على نحو مستمر لعملية إعادة تهيئة من البداية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس