هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
أفسد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما علاقات بلاده مع تركيا إلى درجة أننا جميعًا تأملنا خيرًا مع انتخاب دونالد ترامب خلفًا له.
وظننا أن انتقادات ترامب الشديدة لأخطاء إدارة أوباما ستتيح لنا فرصة فتح صفة جديدة. لكن الرئيس الجديد شكل خيبة أمل كبيرة حتى اليوم. فالرجل يدير بلاده والعلاقات الدولية بأسلوب المدارس الابتدائية.
وكانت الهزيمة التي لحقت بالولايات المتحدة في التصويت على قرار القدس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمثابة صفعة قوية لسياسات ترامب الطفولية.
كان لأنقرة دور كبير في القرار الصادر عن الأمم المتحدة. استخدمت تركيا الأقنية الدبلوماسية بشكل ممتاز. وكان الرئيس رجب طيب أردوغان زعيمًا حرّك العالم في هذا الخصوص.
بسرعة كبيرة دعا لاجتماع منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وتمكن من تحقيق مشاركة واسعة. وفي الوقت ذاته، طلب عن طريق الاتصالات الهاتفية الدعم من بلدان المنطقة ومن روسيا.
بقي على اتصال مستمر مع الزعماء الأقوياء في أوروبا وفي طليعتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، علاوة على تباحثه مع البابا.
وبذلك خرجت القدس من كونها مشكلة خاصة بالبلدان الإسلامية فقط. وباءت الخطوة التي أقدم عليها ترامب تحت تأثير شريحة راديكالية في إسرائيل، بالفشل.
أما ما قالته المندوبة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة بأنها سوف تسجل أسماء البلدان التي ستصوت ضد الولايات المتحدة وتعطيها للرئيس ترامب، فذكرني بكتابة أسماء التلاميذ المشاغبين على السبورة في صفوف المدارس الابتدائية.
إذا استمرت الإدارة الأمريكية على سلوكها هذا فإنها ستحاول محاسبة البلدان التي عارضتها. وتركيا هي أكثر بلد يجب عليه الاستعداد لمثل هذا الاحتمال. لأن قضية القدس أُضيفت الآن إلى قائمة الخلافات الموجودة بين واشنطن وأنقرة.
تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي والرئيس الدوري لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي في موقع هام في المنطقة.
ولو أن ترامب كان زعيمًا براغماتيًّا لحاول التعاون مع أردوغان في العديد من الملفات. لكن ترامب يترنح في سياساته وسيستمر على هذا الحال.
ولهذا فإن العلاقات التركية الأمريكية تشهد أزمة كبيرة. وبصراحة، أخشى أن تقدم الولايات المتحدة على عمل غير معقول بشأن اختيار تركيا شراء منظومة إس-400 من روسيا.
العام المقبل لن يكون سهلًا أبدًا مع الولايات المتحدة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس