ترك برس
قال فخر الدين ألتون الكاتب الصحفي التركي ومساعد المنسق العام لوقف الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية – سيتا- إن تركيا وحدت صف العالم الإسلامي وستواصل ضغطها على إسرائيل لتأسيس السلام في فلسطين، مبيناً أن هذا الأمر يدفع تل أبيب إلى العزلة.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة أنباء الأناضول مع "ألتون" الذي أشاد بالقمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي استضافتها مدينة إسطنبول، في الثالث عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري بدعوة من أردوغان، بهدف التوصل إلى موقف موحد ضد القرار الأمريكي غير المسبوق.
وأشار "ألتون" إلى دور تركيا في توحيد صف العالم الإسلامي ومواصلة ضغوطها على إسرائيل لتأسيس السلام في فلسطين، مشدداً على "أهمية البيان الختامي للقمة الإسلامية، حيث تضمن قراراً يعترف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، على حدود 1967".
وأضاف الخبير التركي أنه "بهذه الصورة أقدمت الدول الإسلامية بريادة تركيا، على خطوة مهمة لتحقيق السلام الدائم في المنطقة"، موضحاً أنه جرى الإعلان للعالم أن وضع القدس لا يمكن تحديده عبر قرار أحادي الجانب من قبل إدارة ترامب، على حد قوله.
ولفت "ألتون" إلى أن إعلان القدس الشرقية عاصمة لفلسطين في القمة الإسلامية يمثل تطورا يستند إلى الحقائق التاريخية والثقافية والدينية والسياسية، وأن ترامب والإدارة الأمريكية تلقوا ضربة في هذا الخصوص عقب تبني الجميعة العامة للأمم المتحدة، بأغلبية 128 صوتا، مشروع قرار قدمته تركيا واليمن.
في السياق ذاته قال "ألتون" إن ترامب بات تحت ضغط كبير؛ بسبب اتخاذه قرارا أحادياً حول القدس بشكل يتعارض مع القانون الدولي، مشدداً على أن الولايات المتحدة لم يعد بوسعها لعب دور الوسيط في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ومن وجهة نظر المحلل السياسي التركي، فإن "ترامب خطط لتجاوز الأزمة التي يواجهها على صعيد السياسة الداخلية، عبر الحصول على تأييد الإنجيليين واللوبي الإسرائيلي، ما جعله أمام تحد كبير في السياسة الخارجية"، فضلاً عن أنه "بقي وحيدا بقراره هذا في السياسة الخارجية، وتقلص هامش المناورة لديه، لذلك تعززت التوقعات بإمكانية تراجعه".
وبحسب "ألتون" فإن "واشنطن التي فقدت تأثيرها الفاعل في الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، باتت في عزلة متزايدة في المنطقة، بسبب خلافاتها مع تركيا، وزيادة احتمال التصادم مع إيران، ومحاولتها حماية مصالحها في المنطقة عبر استخدام منظمات إرهابية"، مبيناً أن واشنطن حاولت مواجهة هذه العزلة عبر تطوير علاقاتها الدبلوماسية مع السعودية ومصر.
واختتم "ألتون" بالتشديد على أن إسرائيل تسعى إلى تجاوز الضغوط التي ستأتي من الأمم المتحدة عبر تحالفات إقليمية، معرباً عن اعتقاده بأن "الترويكا الروسية التركية الإيرانية، التي وضعت حدا للحرب الأهلية في سوريا، ستعرقل المبادرات الإسرائيلية بشأن التحالفات خلال تحديد مصير المنطقة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!