ترك برس
تباينت آراء الخبراء والمراقبين حول أهداف الزيارة الرسمية التي يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إجرائها إلى فرنسا، يوم الجمعة، وانعكاساتها المحتملة على علاقات أنقرة مع باريس والاتحاد الأوروبي.
وفي عام 2016، بلغت المبادلات بين تركيا حوالي 13,38 مليار دولار، كما تفيد أرقام رسمية في أنقرة.
ووقّعت تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، رسالة نوايا مع فرنسا وايطاليا تمهد الطريق لانقرة من اجل شراء صواريخ ارض-جو من مجموعة اوروسام الفرنسية-الايطالية.
وقالت وكالة "فرانس برس" إن الرئيس التركي يتوجه إلى باريس الجمعة للقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت تريد أنقرة على ما يبدو إعادة علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي بعد أزمة خطيرة في 2017.
وهذه الزيارة الثنائية التي تعد الأهم للرئيس التركي إلى بلد في الاتحاد الأوروبي منذ الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو 2016، سوف تتمحور بشكل أساسي حول الملفات الإقليمية مثل النزاع السوري أو مسألة وضع القدس. لكن باريس تؤكد أن موضوع حقوق الانسان سيناقش أيضا.
والأسبوع الماضي، أعلن أردوغان أنه يريد علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي وبلدانه، بهدف "خفض عدد الاعداء وزيادة عدد الاصدقاء".
وقد رحب خصوصا بدعم باريس وكذلك برلين لادانته لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. وقال "لم يتخلوا عنا في هذه القضية".
ونقلت الوكالة الفرنسية عن "جنى جبور" من مركز البحوث الدولية/العلوم السياسية ومؤلفة كتاب "تركيا، ابتكار دبلوماسية ناشئة"، قولها إن تركيا "باقترابها من فرنسا البلد الكبير في الاتحاد الأوروبي، تحاول أن تعطي ترشيحها الاوروبي دفعا جديدا، في وقت تواجه البلاد كثيرا من الصعوبات في الشرق الأوسط (سوريا، العراق) وتشهد توترات دبلوماسية مع الولايات المتحدة".
وهذه أول زيارة للرئيس التركي إلى فرنسا منذ الانقلاب الفاشل وانتخاب ايمانويل ماكرون في أيار/مايو 2017، لكن أتيحت للرئيسين فرصة الالتقاء خلال اجتماعات قمة دولية.
ويتبع إيمانويل ماكرون منذ انتخابه دبلوماسية ناشطة جدا من أجل فرض فرنسا على المسرح الدولي، مطالبا بـ"خطاب يجمع ما بين الحقيقة والبراغماتية" مع نظرائه الدوليين، وفق "فرانس برس".
وعلى الجانب الفرنسي، يقول المحللون إنه يريد تعزيز التعاون مع تركيا حول ملفات مثل التصدي للارهاب وازمة الهجرة.
وقالت جنى جبور إن "إيمانويل ماكرون يتعامل مع أنقرة بطريقة براغماتية. فبما أنه يعتبر تركيا شريكا أساسيا لأوروبا حول هذه الملفات، يحاول إشراك اردوغان وبناء علاقة جديدة مع تركيا، تقوم على المصالح المتبادلة".
وأضافت أن "ماكرون لن يضحي (...) بالعلاقات التركية-الفرنسية على مذبح الدفاع عن حقوق الانسان".
وأعرب أردوغان عن ارتياحه الأسبوع الماضي لأن باريس لم تترك تركيا "تقع" حول مسألة القدس، فيما دانت أنقرة بشدة القرار الأميركي الاعتراف بهذه المدينة عاصمة لاسرائيل.
بدوره، يرى صميم أكغونول المؤرخ والعالم السياسي الذي يلقي محاضرات في جامعة ستراسبور، إن الرئيس التركي يتوجه إلى باريس "لأنه لم يجد خيارا أفضل"، إذ ان أنقرة كانت تفضل كما قال زيارة إلى برلين لإعادة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أنه "ينبغي البدء من مكان ما"، مشيرًا إلى أنه ليس متفائلا بإمكانية تهدئة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في 2018. وقال "يمكن أن نرى تغييرا في الخطاب لكنني أعتقد ان العلاقات لا يمكن أن تحرز تقدما جوهريا".
وقال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الأحد، إنّ الرئيس أردوغان سيتناول خلال زيارته إلى فرنسا يوم الجمعة المقبل، قضايا إقليمية مثل القدس وسوريا والعراق، ومكافحة الإرهاب، وعلاقات أنقرة مع الاتحاد الأوروبي.
وأوضح قالن في بيان، أنّ أجندة أردوغان في فرنسا التي يزورها تلبية لدعوة نظيره إيمانويل ماكرون، ستتضمن أيضا مناقشة سبل تعزيز التعاون المتبادل بين البلدين بما ينعكس إيجابا على المنطقة برمتها.
وتابع قالن: "فرنسا تعدّ من أهم شركائنا الاقتصاديين، وعلاقاتنا التاريخية معها تمتد لأكثر من 6 قرون، وتأتي في مقدمة حلفائنا في مجال مكافحة الإرهاب، ونواصل حوارنا معها فيما يخص التحديات الإقليمية والدولية".
وأشار متحدث الرئاسة التركية أنّ نحو 700 ألف تركي يعيشون في المدن الفرنسية، وأنّ هؤلاء يشكلون جسر تواصل بين البلدين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!